تبرع قليل يغني من ألم كبير

الأصل في الزكوات والصدقات والتبرعات أنها تغني من جوع، وتكسو من عري، وتحمل من فاقة، فكيف إذا كانت تغني من موت، وتخفف من ألم، وترفع من معاناة. تلكم هي الريالات القليلة التي يدفعها أحدنا لمرضى الفشل الكلوي في بلادنا الغالية، وهم كُثر بلغوا في العدد أحد عشر ألفًا ويزيدون باستمرار، كما بلغوا في الحاجة والألم حدًّا هو الآخر كبير. إنها جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي «كِلانا»، وهي طريق كل واحد منا نحو خير كثير عظيم لا نقدره فعلاً حق قدره، فهذا الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يقول: (والذي وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أودع قلبًا سرورًا إلاّ خلق الله تعالى من ذلك السرور لطفًا، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه، كما تُطرد غريبة الإبل). وأي سرور أعظم من ذلك الذي يدخل قلب محتاج إلى علاج يرى فيه طوق نجاة من الموت، أو دفع جبل من الألم، لا يحس به إلاّ صاحبه. وأيّ تبرع أقل من ريالات عشرة يدفعها صاحبها بكل حب وأريحية، بل وبكل سرور وغبطة، فعسى الله أن يجعل من كل ريال، بل كل هللة لطفًا يدفع نائبة عن المتبرع بها. أَوَلسنا جميعًا ذلك الرجل الذي يتمنى أن تسعفه لطائف ربه لتدفع عنه نوائب الدهر. وكلنا معرض للنوائب في كل لحظة.جمعية «كلانا» خدمت منذ انطلاقتها قبل 4 أعوام تقريبًا 700 مريض بتكلفة سنوية تزيد عن 80 مليون ريال، وأجرت أكثر من مائتي ألف جلسة غسيل دموي خلال العامين الماضيين. هؤلاء مرضى دائمون عمومًا لا يعينهم على التشبث بالحياة إلاّ ريالات المتبرعين مهما قلّت، فبادروا أيُّها الطيبون جميعًا ولا تبخلوا على أنفسكم أولاً ثم على إخوتكم المرضى، خاصة وأنتم مقبلون على العشر الأواخر.أيُّها الطيبون أنتم على مسافة بسيطة جدًّا من خير كثير عظيم.. فقط أرسلوا رسالة نصية من جوالاتكم إلى الرقم 5060 متضمنة الرقم 1 لا غير.