Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الرعاية الصحية الراقية مطلب وطني

شهدت المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي تغيرات وزارية عدة كان من بينها تعيين معالي الدكتور توفيق الربيعة وزيراً للصحة ، ولقي ذلك التعيين قبولاً واسعاً في الأوساط الاجتماعية بسبب السمعة المهنية ال

A A
شهدت المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي تغيرات وزارية عدة كان من بينها تعيين معالي الدكتور توفيق الربيعة وزيراً للصحة ، ولقي ذلك التعيين قبولاً واسعاً في الأوساط الاجتماعية بسبب السمعة المهنية الممتازة لمعالي الوزير. فهنيئاً لمعاليه الفرصة الربانية ثم بالثقة الملكية الغالية لخدمة أبناء شعبه وهنيئاً للوطن ما سيشهده من تطورات في تقديم الرعاية الطبية الكريمة للمواطن والمقيم النظامي.
من بين الخطوات الرائدة التي تتخذها الوزارة حالياً ضمن إستراتيجية ذات بنود عشر لصناعة واقع جديد تحويل الوزارة إلى وزارة إلكترونية تدار من خلال الشبكة العالمية ، وبذلك يمكن التحكم في أي مستشفى أو مركز طبي أو أي منشأة صحية حكومية كانت أو أهلية من داخل الوزارة ومتابعة سير العمل عن بعد. ويرى المهتمون بالشؤون الصحية في المملكة أن في هذه خطوة في اتجاه الشروع في تحول الوزارة من جهة مقدمة للخدمات الطبية إلى جهة إشراف ومتابعة وضمان جودة «المنتج» الصحي للجهات المستفيدة من الرعاية الصحية بالمملكة ، كما أنه من الممكن التوسع في فكرة التواصل الإلكتروني وفتح القنوات من قبل أي مستحق للخدمة الطبية إذا منع حقه على أساس أن الرعاية الطبية الكريمة حق من حقوق المواطنين لا هوادة ولا تهاون فيه.
سهولة التواصل الإلكتروني بين المواطن والمسئولين بوزارة الصحة تفتح أبواب خير عدة على مصراعيها كمثل تحقيق قدر أكبر من العدالة في تقديم الرعاية الصحية الكريمة وبالسرعة والجودة العالية ودون الحاجة إلى ذل الوساطات أو إلى استنزاف المدخرات ، فواقع الحال هو أنه إذا ما تعرض الإنسان لعارض أو طارئ صحي أو مرض مزمن ، وما أكثرها في هذا الزمان ، إما لشخصه هو أو لأحدٍ من أفراد عائلته فإن أول ما يخطر ببال المسكين هو البحث عن واسطة تسهل عليه الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقها وقد يجدها و قد لا يجدها وينتهي به الحال إلى التدهور الصحي أو إلى إنفاق جميع مدخرات عمره أو بيع سيارته أو حتى منزله ليحصل على العلاج لدى القطاع الصحي الخاص الذي كثيراً ما يقدم الربحية المبالغ فيها والفندقة على مصلحة المريض لاسيما إن كان من الشريحة البسيطة التي لا يعرف كثير منها كيف يتظلمون من ذلك الحيف الطبي.
كل الدول المتقدمة بها أنظمة تأمين صحي متفاوتة تتراوح تلك النظم بين قسوة التأمينات الرأسمالية الجشعة فلا علاج حتى في أقصى حالات الطوارئ وحوادث المرور المميتة وغيرها من الإصابات القاتلة بدون التأمين ، وشركات التأمين ومن خلال تجارب الكثيرين تتهرب من التأمين على كبار السن ( 60 فصاعداً ) ، و بين النظم شبه الاشتراكية أو ما يسمى بدول الرعاية الاجتماعية Welfare Countries كما كانت الرعاية الطبية في بريطانيا مثلاً إلى عهد قريب ، أو تقديم خدمات الرعاية الطبية من خلال شركات تأمين صحي حكومية أهلية لا تهدف للربحية كما في كندا إلى عهد قريب. على كل يقال بأن التطورات التقنية في المجالات الصحية و خلال العقد القادم كمثل تطبيقات الذكاء الصناعي التي يمكن أن تزود رجال الإسعاف بالتشخيص الآني للإصابات وستقلص كثيراً من دور شركات التأمين فإذا جعل ذلك نصب العينين فإنه سيكون من بين أهداف الرؤية الطبية 2030 .
استبشر المواطنون خيراً بتعيين د. توفيق الربيعة وزيراً للصحة بناءً على أدائه في وزارة التجارة سابقاً مسلحاً بالإبداع والتطور ليقدم للوطن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ، الرعاية الطبية الكريمة للمواطنين والمقيمين النظاميين ، ولعل من أهم الإبداعات المنتظرة من معاليه إنشاء نظام تأمين صحي تعاوني لا يهدف للربحية يضع الرعاية الطبية للمواطن وهو موفور الكرامة نصب عينيه وتستعد الوزارة من خلال استشرافه للمستقبل واعتماد المتابعة الحثيثة لمستجدات التقنيات في المجالات الطبية ، والله ولي التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store