Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإرشاد .. الدور المفقود

التوجيه والإرشاد المدرسي منظومة مكملة لمسئوليات المدرسة ولا تقل أهميتها عن التحصيل الدراسي فهي تساعد الطالب أو الطالبة في تفهُّم قدراته وشخصيته، ودور المرشد أو المرشدة يتجاوز ذلك بكثير لعل في طليعت

A A

التوجيه والإرشاد المدرسي منظومة مكملة لمسئوليات المدرسة ولا تقل أهميتها عن التحصيل الدراسي فهي تساعد الطالب أو الطالبة في تفهُّم قدراته وشخصيته، ودور المرشد أو المرشدة يتجاوز ذلك بكثير لعل في طليعتها توثيق العلاقة وتنظيمها بين البيت والمدرسة، التعرف على الموهوبين والتعرف على المعوقات الدراسية - إن وجدت -، المساهمة في التوجيه والإرشاد الوقائي وهو يتضمن القضايا الصحية والسلوكية ويندرج تحتها علاقة الطالب بالمعلم، علاقة الطلاب بعضهم ببعض، علاقة الطالب بالمجتمع المحيط وتوجيهه لحمايته من أي ظواهر سلبية في مقدمتها ظاهرة تفشي المخدرات، العنف بأنواعه المختلفة بما فيها العنف الأسري، مشاكل تعدد الزوجات، الطلاق، الخلافات الأسرية وانعكاساتها على الطالب، بمعنى آخر فإن كل إفرازات المجتمع تصب في المدرسة التي تتحمل هذه التبعات والمسئوليات العديدة وقد تتجاوز إمكانياتها.
هناك عجز واضح منذ سنوات في أعداد المرشدين وهي وظيفة تعليمية فلا غرو لو وجدت مدرسة يتجاوز فيها عدد الطلاب أو الطالبات أكثر من أربعمائة وليس فيها سوى مرشد أو مرشدة واحدة والتعليمات غير المنفذة تقضي بتوفير مرشد أو مرشدة + مرشدة صحية لكل مائتي طالب أو طالبة حيث يكلفون بمهام ورقية وتعبئة نماذج وإعداد تقارير عن الحالات كالتوحد أو أي من جوانب الإعاقة في الحواس أو في غيرها، ومن مهمة المرشد إطفاء الحرائق (الخلافات) بين الطلاب والاعتداءات البدنية أو اللفظية والتواصل مع أولياء الأمور، وكل محطة من المحطات التي ذكرت تؤلف فيها الكتب وهو مجال خصب جداً للدراسات والأبحاث العلمية وهي من الجوانب المغفلة رغم ما تشكله من أعباء ثقيلة على وظيفة المدرسة الأساسية.
الإرشاد المدرسي في ظل الظروف المشار إليها فقد هويته المتعددة التخصصات فضلاً عن العجز الكبير في الكوادر ولا يعني أن الكوادر الحالية - مع قلتها وأحياناً ندرتها - على المستوى المأمول فبعضهم في حاجة إلى إرشاد وتوجيه وهناك أخطاء غير مقصودة ترتكب في حق الأبناء والبنات بسبب ضعف التأهيل والمتضرر الفعلي هو الطالب أو الطالبة، على أنه يلزم الإشادة ببعض المرشدين أو المرشدات للمواقف الجميلة التي يتحملونها والتضحية بالوقت والمال وغيره في سبيل الترقي بهذه المهمة النبيلة.
الحديث في ملف الإرشاد الطلابي يفتح الباب على مصراعيه لتوجيه عناية من يعنيهم الأمر بين النظرية والتطبيق والوضع الراهن لايرضي أحداً ولا يمكن السكوت عليه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store