خلي أخلاقك سياحية!!

اقتربت الإجازة الصيفية وبدأ الناس يعدون العدة ويحزمون الحقائب انطلاقًا للسفر سواء للخارج لمن لديه القدرة المالية وللداخل لمن لا يستطيع ولو أن كلمة لا يستطيع هذه وجدوا لها حلا بالقروض التي تقدمها لهم البنوك وهي في غاية السعادة لتزيد من عملائها وتزيد من أرباحها من ظهور الغلابة ومن دلاختهم الدائمة التي ستؤدي بهم يومًا إلى السجون بسببها.
والملاحظ أن السعوديين في السنوات الأخيرة أصبحوا من عشاق السفر للخارج، فتجدهم في كل مكان، في الدول العربية والآسيوية والإفريقية والأوروبية انتهاء بالأمريكيتين، ولكن ما يلاحظ عليهم في الخارج إنك تجدهم، مثال الانضباط والالتزام بالأنظمة والقوانين، ومثال يحتذى به في احترامها.
بل تجدهم حريصون على أن تكون معهم كافة أوراقهم الثبوتية، جاهزة ومستوفية الشروط ومصاحبة معهم في كل مكان يتجهون إليه، بل تجدهم يقفون في الطوابير بانتظام وينتظرون دورهم في المراجعة، ويقفون في الأماكن العامة بكل احترام، لدرجة أن من ينظر اليهم وهم في تلك الحالة ينظر إليهم بإعجاب، ويتساءل هل هم هكذا في بلدهم.
لكن معظمهم عندما يعودون إلى المملكة تتغير الحال، وكأنما هذه الصفات التي كانوا يتصفون بها في السفر أمر مؤقت للاستخدام الخارجي فقط، فيخلعونها عنهم ويقفلون عليها في حقيبة السفر حتى الرحلة القادمة، فما أن تقف الطائرة في المطار وإلا تبدأ الحالة القديمة قبل السفر المزاحمة والدفع عند بوابات الطائرة للخروج أولا، وما يلحقها من زحام وفوضى عند وصول الحقائب، والتدافع أمام بوابات الجوازات وهكذا حتى الخروج من المطار.
قس على ذلك الكثير من عدم الالتزام بالأنظمة، ابتداء من قيادة السيارة بدون رخصة، محاولة الحصول على ما لا يستحقه بالواسطة، عدم احترام التعليمات في الأماكن العامة وغيرها كثير.
الالتزام بالأنظمة واحترامها هي ثقافة مجتمع، ترسخ من خلال الممارسة المستمرة، والنظر إليها بأنها أمور لا يمكن الاستغناء عنها، لأنها تصبح في وجدان المجتمع، بل قد تصبح من العادات والتقاليد التي يتسم بها ذلك المجتمع، لذلك تجد من يخرج عليها في الكثير من المجتمعات شخص مرفوض.
يجب أن نعود أنفسنا على احترام الأنظمة، وأنه السبيل الوحيد لتطورنا، ونغرس في النشء الجديد ثقافة الاحترام والالتزام بالأنظمة والقوانين، وإلا خلونا نعتبر أنفسنا مسافرين على طول.