Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أنت مطلوب .. لتحقيق الرؤية

نجاح الرؤية السعودية 2030 مطلوب وضرورة تحتمها التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية داخلياً وخارجياً ، وعلينا جميعاً التعاون لتحقيقها وتحويلها من مجرد حلم الى واقع ..

A A
نجاح الرؤية السعودية 2030 مطلوب وضرورة تحتمها التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية داخلياً وخارجياً ، وعلينا جميعاً التعاون لتحقيقها وتحويلها من مجرد حلم الى واقع .. وإذا كان البعض يتحدث عن تجارب تطوير سابقة لم تتحقق كاملة ، فإن علينا أن نتذكر أن هناك الكثير قد تحقق .. انظر حواليك ، الطرق ، المدن ، المصانع ، المدارس ، الجامعات وغير ذلك كثير تحققت عبر مبادرات متواضعة نقلت البلاد والعباد نقلة نوعية ، .. والجميع يعيشونها ويحسون الفرق بين ما كان وما أصبح .. وفي نفس الوقت فإن على كل فرد بالمجتمع أن يعلم بأن له دوراً يقوم به في الانطلاقة الهامة نحو المستقبل ، وأن هناك مسئولية في ذلك على الجميع وعليهم أداء هذا الدور بشكل بنَّاء وليس سلبياً .
وأزعجني أن أقرأ الأسبوع الماضي خبراً يقول إن مواطنين ، شباباً وشابات ، تقدموا عبر نظام ( جدارة ) لشغل وظائف ، عزفوا عن بعضها وأبرزها تمثلت في نجارين وحرفيين « إضافة إلى وظائف هندسية في الإدارة الصناعية لخريجي جامعة البترول والمعادن وأخرى على المرتبة التاسعة خصصت لحملة شهادة الدكتوراه « .. ولست متأكداً من أن هذه المعلومة صادرة عن وزارة الخدمة المدنية أم أن كاتب الخبر اجتهد فيها .. وفي كل الأحـــوال فإن الخبر والذي تصدره عنوان ( مائة ألف سعودي يرفضون وظائف نجارين وحرفيين ) غير موثق وغير متكامل . فهو يعطي الانطباع بأن الشباب السعودي يتجنبون هذه الوظائف وهذا غير صحيح ويثير الشك غير المبرر حول شبابنا ، والأمر الآخر أنه غير متكامل ، حيث المطلوب أن يعرض الخبر أسباب ( رفض ) السعوديين ( إن كان ذلك صحيحاً ) ويقدم تفاصيل تجعل للخبر قيمة .. وفي نفس الوقت فإنه يقدم مثالاً على أن بعض الصحافة لم تدرك مسئوليتها بعد تجاه المساهمة في نجاح مسيرة المملكة إلى الأمام ، فواجبها لا يتوقف عند سرد الخبر وإنما تحليل المسببات ووضع الأصبع على الجرح .
وقبلها بيومين ظهر خبر يشير الى أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية نشرت أرقاماً تقول : « إن نسبة السعوديين العاملين في القطاعات الصحية المختلفة .. يشكلون عشرين بالمائة فقط من الأطباء وثمانية عشر بالمائة من الصيادلة وحوالي ثلاثين بالمائة من الممرضين والممرضات « .. وهذا الوضع لا تلام عليه وزارة الصحة بل النظام التعليمي فـــي بلادنا ، وخاصة نظام القبول في كليات الطب بجامعاتنا ، إذ هناك حرص كبير في الجامعات على أن لا يصل الى كليات الطب سوى عدد ضئيل من الطلبة والطالبات ، بينما يمكن لهذه الكليات أن تقبل أعداداً أكبر ، وتؤهل ما يكفي من شبابنا وشاباتنا للاستجابة للمتطلبات المتزايدة من هذه المهن .. وحتى يمكن تحقيق الأمنية في الرؤية السعودية 2030 فلا بد من وجود برنامج تتعاون فيه وزارة الصحة والجامعات لزيادة أعداد الخريجين والخريجات بشكل يستجيب للنمو المتوقع في الخدمات الصحية ، وبدون برنامج كهذا ستواصل جامعاتنا مسيرتها الحالية .
ما أود أن أشير اليه أن هناك مسئولية جماعية ، أكانت من الصحافة أو الجامعات أو الوزارات أو الأفراد لتحقيق رؤية السعودية 2030 .. و إذا كان البعض ينتظرون أن تتحقق الرؤية بدون جهد منهم يكونون مخطئين فلن ينجح أي شيء بدون مشاركة عملية من الجميع .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store