Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جحا في حفل طالبات الحمراء!

نعرف جحا على أنه أحد أهم شخصيات تراثنا العربي، ونتبادل نكاته ومقالبه وقفشاته مهما خامرنا الشك في مصداقية كل ما ينسب إليه من أقوال وأفعال؛ فالشخصية التراثية لها وهج خاص لا يخفت على مر الأزمان وتبدل الأ

A A
نعرف جحا على أنه أحد أهم شخصيات تراثنا العربي، ونتبادل نكاته ومقالبه وقفشاته مهما خامرنا الشك في مصداقية كل ما ينسب إليه من أقوال وأفعال؛ فالشخصية التراثية لها وهج خاص لا يخفت على مر الأزمان وتبدل الأجيال واختلاف ثقافتهم واهتماماتهم، لذلك تحرص الشعوب على توثيق تراثها والعناية به وتحقيقه أكاديمياً حسب المنهج البحثي الأكاديمي، كي تجلي الحقيقة وتطمس الأساطير التي تُسيّج بها الشخصيات التراثية، لكن طالبات مدارس الحمراء اهتممن بشخصية جحا ليكون عنواناً وموضوعاً جوهرياً لحفلهم السنوي الذي يقام على مسرح كلية عفت للبنات كل عام، ويشتمل الحفل، بالاضافة الى مسيرات التخرج، فكرة أو تيمة تدور حولها فقرات الحفل وتقديم لوحات غنائية راقصة تخدم الفكرة بالأزياء التراثية، وبأسلوب مسرحي فني راقص يمثل فيه الراوي صوت الحقيقة الثقافية حول الفكرة أو الشخصية، مثلاً قالت «الراوي» عن جحا أنه «شخصية حقيقية لرجل فقير كان يعيش حياته بطريقة مختلفة ويتصرف بذكاء كوميدي ساخر على الأحداث التى كان يحياها، فانتشرت قصصه ومواقفه من شخص إلى آخر. نتج عن ذلك تأليف الكثير من الأحداث الخيالية عن قصصه» وقالت أيضاً: «اعتاد الناس على الضحك كلما سمعوا نوادر جحا الطريفة ذات المغزى غالباً، والحكمة أحياناً، وما زالت الغالبية تعتقد أنه شخصية وهمية أسطورية صنعها عامة الناس.. شخصية جحا حقيقية، ولدينا بدل جحا جحاوات أشهرهم ثلاثة، أحدهم عربي اسمه «دجين بن ثابت اليربوعي البصري»، والثاني تركي اسمه «نصر الدين خوجة»، والثالث بلغاري وعُرف باسم «راشو الحداد».
شخصية (جحا) الذكي البارع الذي يدّعي الحماقة وحماره لم تتغيّر، ونقلت جريدة الحياة في لبنان في 9 يناير 1971م عن إحدى الصحف الأجنبية أن بعض الشعوب عرفت جحا بأسماء متشابهة، فهو في آسيا الوسطى (هودجا)، وفي مالطا (جيهان)، وفي بلاد السكسكون (جوكا) وهو ما ذكره الزُركلي في كتابه (الأعلام). وبعودة بسيطة إلى التاريخ نكتشف أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة، ما يدل أنها كونت شخصياتها بناء على شخصية جحا العربية التي سبقتهم جميعا، بل إننا نجد الطرائف الواردة في كتاب «نوادر جحا» (أي جحا العربي) المذكور في فهرست ابن النديم عام 377هـ، هي نفسها مستعملة في نوادر الأمم الأخرى، ولم يختلف فيها غير أسماء المدن، والملوك، وتاريخ وقوع الحكاية، ما يدل على الأصل العربي لهذه الشخصية، أعجبني جهد الطالبات البحثي حول شخصية جحا كما أكدت لي أ/‏ فريدة محمد علي فارسي رئيس مجلس إدارة المدارس خلال الحفل، وانبهاري بالمعلومات والرقصات، حتى حمار جحا الشهير على المسرح من تصميم الطالبات، لذلك أحببت مشاركتكم في أكبر قدر من المعلومات التي جمعتها طالبات الحمراء حول هذه الشخصية التي سجلت في «2015م» في اجتماع اليونسكو في المدينة القديمة بتركيا «جحا» باسمه التركي «نصر الدين خوجا».
«إذا سلمنا أن لكل أمة جحاها، إلا أن الثابت أن (ابننا المسكين جحا) «أبوالغصن دُجين الفزاري» الذي عاصر الدولة الأموية هو أقدم شخصيات جحا على الإطلاق، وكل النكات العربية (الجحوية) تُنسب له، فإن كانت توصيات المؤتمر تعمل على تحديد هوية (جحا) وحصرها في النسخة التركية، فإنه لزام على مندوبي الدول العربية التمسك بنسب جحا العربي وعدم التفريط بأصله العربي، إلا أن تكون التوصية محايدة بحيث تحفظ لكل أمة إرثها وجحاها».
أضم صوتي لصوت طالبات الحمراء بتثبيت « جحا « العربي والعرب أولى بجحاها!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store