Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وسائل التواصل الحديثة «تشعلل» خلافات المثقفين بأسلوب مرفوض

No Image

اعتبر عدد من المثقفين، أن الاختلاف الذي يحدث بين المثقفين هو ظاهرة صحية تحدث في جميع المجتمعات، وهي موجودة منذ القدم، ولكنها أصبحت هدفًا لدى الإعلام وبالذات وسائل التواصل الاجتماعي، بعكس وسائل الإعلام

A A
اعتبر عدد من المثقفين، أن الاختلاف الذي يحدث بين المثقفين هو ظاهرة صحية تحدث في جميع المجتمعات، وهي موجودة منذ القدم، ولكنها أصبحت هدفًا لدى الإعلام وبالذات وسائل التواصل الاجتماعي، بعكس وسائل الإعلام الرسمية التي تسعى لتقديم المعلومة الصادقة، مشيرين إلى أن وسائل التواصل تركز على إشعال نيران الخلافات.
العواد خير مثال
يقول القاص محمد الشقحاء: الصراع مطلب من أجل التجويد وخلق نص متجاوز، والاتهامات من الملح التي معها يجد المتلقي ما يربطه بالنص الذي بين يديه. وهذا نجده في ساحة الإبداع الحي في بقاع العالم، ونحن أمة نابضة بالحياة. هذا إذا كان الهدف نبيلًا ولم يصل إلى التخلف المعشعش في فكر البعض من الجنسين ومن لم يستطع تجاوز تجارب التلمذة وهم كثر في ساحتنا. أما ما يحدث بين الأدباء وهم الشعلة والإعلاميين وهم من يتدفأ بهذه الشعلة، من اتهام وشتائم خارج السياق، فهذا -وقد عشته- تسلق من بعض الإعلاميين للسطح على حساب الأديب، والمستفيد هنا الأديب طبعًا الذي أنار الشمعة، ولنا تاريخيًا الرائد محمد حسن عواد وإعلامي حاول حجبه فلم يتمكن وحاول تقليده ففشل ورحل العواد وبقي فكره خالدًا وأما الإعلامي مع تراكم السنين فقد خفت صوته. فالمحصلة الصراعات دليل حياة وكذلك الاتهامات إذا لم تتجاوز النص.
تسيء للوسطين
ويقول الكاتب حسن الشيخ: المناكفات الأدبية موجودة في الساحة الثقافية والإعلامية منذ القدم، ولكن الخلافات أو الصراعات الأدبية شيء وتبادل الشتائم شيء آخر. كانت الصراعات الأدبية بين العقاد وطه حسين وغيرهما من أمثال عبدالقادر المازني والرافعي وأحمد أمين تجذب آلاف القراء للصحافة الأدبية في منتصف القرن المنصرم، كانت هناك خصومة ولكن خصومة أدبية استفاد منها الأدب العربي. وعند الرجوع لتلك الصراعات الأدبية تجد كم هي ممتعة ومفيدة للأدب العربي. إلا أن الصراعات وتبادل الاتهامات أو الشتائم اليوم بين بعض الأدباء والإعلاميين فليست لها طابع مهني، وهي تسيء كثيرًا للوسطين الثقافي والإعلامي، وحري بهؤلاء أن يقلعوا عن تبادل الاتهامات والشتائم لأنها ليست في مصلحة أي منهم، ولا تخدم المصلحة العامة ولا تضيف شيئًا للساحة الثقافية. ولا بد من الإشارة إلى أن وسائط تبادل الاتهامات والشتائم تتم معظمها بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، وليست عبر الصحافة ووسائل الإعلام شبه الرسمية. إننا بحاجة إلى تشريعات صارمة ودقيقة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي تقنن استخداماتها وتجرّم من يسيء استخدامها، كما أن على الصحافة ووسائل الإعلام المحلية ألا تنجرف هي الأخرى إلى هذا الواقع غير السليم. ولا بد من أن أشير إلى أن تبادل الشتائم والاتهامات هي في الواقع ليست ظاهرة عامة بل محصورة بين أفراد معدودين محسوبين على الساحة الثقافية والإعلامية، أما غالبية أدبائنا المعروفين، فلم أرصد لأي واحد منهم قد انخرط في صراع شخصي وتبادل الاتهامات والشتائم مع الآخرين.
الحوار الهادئ
ويقول القاص جمعان الكرت: إن الخلاف بين المثقفين موجود قبل أن تظهر وسائل التواصل الحديثة، وكانت الصحافة هي الوسيط في نشر وجهات النظر لكلا الطرفين، إلا أن الوسائل الحديثة سرّعت في إيصالها لشريحة واسعة من القراء المتابعين لتويتر والفيس بوك والواتساب وغيرها من الخدمات التقنية السريعة، والميزة في الوسائل الحديثة أن الخبر يأتيك في ذات اللحظة على خلاف الوسائل القديمة إذ تضطر إلى الذهاب إلى نقاط التوزيع ومن ثم شراء الصحيفة ويمكن أن ينشر التعقيب بعد أيام، والمتابعون هم شريحة محدودة بخلاف الفضاء الإعلامي الواسع حاليًا الذي لا يمكن الحد من جموحه إلا بشيء واحد هو مستوى الطرح المتعقل والحوار الهادئ.
ثقافة سلبية
ويضيف القاص حسن علي البطران: الاختلاف هو فقط أن يأخذ الشخص رأيًا آخر يختلف عن الآخرين وهذا لا يسبّب أي ردود أفعال سلبية نحو الأطراف الأخرى الذين يذهبون في آراء مختلفة عن بعضهم البعض بعكس الخلاف الذي يحصل بين المثقفين الذي هو بعيد عن الاختلاف والذي يمكنني وصفه بالإيجابي (أقصد الاختلاف)، أما الخلاف الذي يحدث في وسائل التواصل هو مجرد فكر وثقافة سلبية يمثل صاحبه ينتج عن سلوكيات بعيدة كل البعد عن هوية الأدب وربما يحصل بسببه غيرة إبداعية أو حقد من نوع خاص أو طمع في أمر معين، ومن وجهة نظري أن تجاهل الأشخاص الذين يفتعلون ذلك هو السلوك الصحيح الذي قد يكون إطفاء لهذا الخلاف وطريقًا إلى الهدوء الذي يؤدي إلى الإيجاب في التواصل ويقطع سبيل التعمّق في سلبيات أخرى ويأخذه إلى إضاءة ينتج عنها نور يحمل الجمال الإبداعي القريب من الذائقة.. نعم هنالك اختلاف وخلاف بين المثقفين لكن ليس من كل الأطراف، بل من أطراف معينين، هم إن شاء الله في مصيرهم إلى خير بالوقوف مع أنفسهم وإن كانوا يفتعلون الزيف والتشويه ونقل المعلومة الخطأ ومحاولة طمس الواقع وتغيير رؤية الأطراف الأخرى فمصيرهم إلى جمال وإبداع حينما يقفون مع أنفسهم.



الشقحاء: التاريخ يشهد بقصة العواد مع أحد الصحفيين



الكرت: الوسائل الحديثة سرّعت في نشرها بين المتابعين



الشيخ: وسائل التواصل تحتاج إلى تشريعات صارمة



البطران: ما يحدث في وسائل التواصل ثقافة سلبية
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة