آثار جائزة الأداء الحكومي المتميز

في كل مرة يجب أن نحيي أمير منطقة المدينة، فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، تحية لم نحيه بها من قبل!

حضرت مؤخرًا حفل إعلان جائزة المدينة للأداء الحكومي المتميز، فكان شيئًا يدعو للفخر، وفيها رأينا فلسفة للرقابة.. لا من حيث العقاب، وإنما الرقابة لأجل تحفيز التنافس سعيًا إلى التكريم والاحتفاء.

قطاعات الدولة كلها تتأهب لخدمة المستفيد، مواطن أو مقيم، وحظي ذوو الاحتياجات الخاصة بخدمات إنسانية تليق بهم، وصلت إلى تخصيص مبنى متكامل لهم كما فعلت إدارة التربية والتعليم في المدينة، وليس هذا بكثير على فئة مهمة وغالية.

ما يميز الحفل والجائزة ككل، هو مستوى الشفافية في العرض، والتحكيم، وأدوات القياس والنسب في كل محور ومستوى، فكان الفيلم المعروض يحكي بالصوت والصورة ولقطات الفيديو لماذا اختيرت هذه الجهة دون أخرى، ولماذا حقق ذلك القطاع رضا المستفيدين بخلاف غيره؟!

قاست استطلاعات الرأي والمقابلات مع الجمهور العام أثر الخدمة المقدمة وقت خروج المراجع من الجهة، وهو حساب يأخذ في عين الاعتبار الحالة النفسية التي يمر بها المراجع دون تجميل أو مبالغة أو كذب؛ كون القياس يتم بعد تقديم الخدمة مباشرة، وهو يختلف عن الاستطلاعات التي تأتي بعد فترة طويلة من الاستفادة من الخدمة، فيقل فيها الشعور الوقتي الانفعالي أو يتغير أو يتأثر بعوامل أخرى لاحقًا.. لا علاقة لها بالخدمة المقدمة ونوعها ومستواها.

مثل هذه الجوائز، وخاصيتها المتمثلة في أنها تستهدف الجهات على مدار العام، تحفز القطاع وتستوجب عليه الحفاظ على مستوى اللياقة طول العام، كي يظهر بالمظهر اللائق وقت الحصاد، وهي سياسة لتلافي التحسين الذي يتم وقت الزيارات الرسمية وينقطع بعدها، ليكون الحل في (التحسين المستمر).

فكرة الجائزة التي تبناها أمير منطقة المدينة المنورة فكرة أكثر من جيدة، وأتت بنتائج إيجابية على مجتمع المدينة المنورة، وعلى المستفيدين من جميع الشرائح، والأهم أنها خلقت ثقافة نوعية لتشجيع الإنجاز في العمل الحكومي.

فشكرًا لسمو الأمير وللقائمين على الجائزة وعلى رأسهم المشرف العام الأستاذ وهيب السهلي وكيل الإمارة المساعد للشؤون التنموية.