Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الذكرى الـ68 لنكبة فلسطين

مرت يوم الأحد 8 /8 /1437هـ الموافق 15 /5 /2016م ذكرى أكبر نكبة لشعب اغتصبت أرضه من 68 سنة، إنها نكبة شعب فلسطين عام 1948م، حين شرّد وهجّر وقتل منه الآلاف من أجل أن يحل مكانهم الصهاينة المغتصبون، ولا ي

A A
مرت يوم الأحد 8 /8 /1437هـ الموافق 15 /5 /2016م ذكرى أكبر نكبة لشعب اغتصبت أرضه من 68 سنة، إنها نكبة شعب فلسطين عام 1948م، حين شرّد وهجّر وقتل منه الآلاف من أجل أن يحل مكانهم الصهاينة المغتصبون، ولا يوجد شعب ظل صامداً مثله، ولا يوجد شعب تعرض لظلم مثله، ولا يوجد شعب مثله سكت العالم المتقدم ومنظمات حقوق الإنسان عن انتهاك حقوقه الوطنية، بل إنه شعب تضاعف عدده ما يقرب من تسع مرات منذ عام 1948م كما قال جهاز الإحصاء الفلسطيني، ولا يوجد شعب مثله اتفق على حقوقه الوطنية، وإن اختلف في كثير من القضايا، ولم يؤثر في ذلك ما لحقه من قتل وسجن من الاحتلال، ولا ما عقد من اتفاقيات أو هرولات.
وهو الشعب الذي ازداد كفاحه للمحتل بعد أن تخلّت عنه الجيوش العربية، وهو الشعب الذي بنى سوراً بأجساده حول المسجد الأقصى وداخله، وهو الشعب الذي جعل الحجارة أشد رهبة عند عدوه من القذيفة والطعن أعظم من الصاروخ، وهو الشعب الذي بلغ 12.4 مليون نسمة في عام 2015م وكان عدده عند النكبة 1.4 مليون نسمة، فأرضه مباركة في حجارتها، وفي أرحام نسائها، بل إن عدد الذين لم يغادروا عام 1948م كان 154 ألفاً وهم في الذكرى 68 للنكبة 1.5 مليون نسمة، كما قال بيان جهاز الإحصاء الفلسطيني، بالرغم من أن قوات الاحتلال اقترفت أكثر من 70 مذبحة بحقهم.
لم يقلل التشريد ولا السكن في المخيمات من إصرار شعب فلسطين على حقه في العودة لوطنه، وظل شعباً مرفوع الرأس لم يثنه عن حقه مجازر، ولا حروب مدمرة، ولا اتفاقيات هاضمة لحقه، ولا هرولات، ولا سجون، بل الخيار لديه عودة للحق المسلوب أو الموت في الحرب أو السجن.
حروب وحصار ودمار للمدن والمساكن لم تزد هذا الشعب إلا إيماناً بوطنه، وعدم التنازل عن جنسيته وحقه في عكا ويافا وصفد وغيرها، ولاحقه في القدس عاصمته حتى مع إخلاء العدو لسكانها أملاً في تفريغها منهم، فهم وإن فرّغوا الأرض فلن يفرغوا القلوب من عشق الوطن وحياة الكرامة.
ذكرى النكبة تعدها إسرائيل ذكرى استقلالها، ولكنها لم تستقل لأن من شردتهم وقتلتهم زادوا ولم ينقصوا، وصمدوا ولم يستسلموا، وقدموا دماء الشهداء، وأصروا على حقهم 68 سنة، ولا يوجد شعب استمر يقدم التضحيات مثله، فلله در هذا الشعب الذي سطر بطولات وقدم شهداء، ولم يتخلَ عن حقه في الوطن والعودة، والإصرار على الحقوق سيعيدها ولكن بعد سنين، مهما طغى المحتل ودعمته القوى الكبرى، فالحق أكبر منها وعمره هو عمر شعب لم ولن يستسلم، وذكرى النكبة هي ذكرى الكفاح.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store