Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وأقبل الشهر الفضيل

تزداد حمّة الشراء في شهر رمضان الكريم، وتتضاعف المصروفات، ويزداد جشع بعض التجار وبعض نقاط بيع المواد الغذائية، التي تستغل إقبال الناس على شراء مستلزمات رمضان المبارك، ولذلك ترتفع الأسعار بل تتضاعف لمر

A A
تزداد حمّة الشراء في شهر رمضان الكريم، وتتضاعف المصروفات، ويزداد جشع بعض التجار وبعض نقاط بيع المواد الغذائية، التي تستغل إقبال الناس على شراء مستلزمات رمضان المبارك، ولذلك ترتفع الأسعار بل تتضاعف لمراتٍ عديدة بدون أي مسوغ يؤدي إلى ذلك، وتبعاً لذلك ترتفع أيضا أسعار الخضروات، والفواكه، وكل ما له علاقة بمستلزمات الشهر الفضيل، والحاجيات الضرورية للمواطن.
شهر رمضان الذي تتضاعف فيه الحسنات، وتتنزل فيه الرحمات، نجد في المقابل بعضاً من التجار الجشعين، وبعض مراكز التسوُّق تُغالي في أسعارها وتتعسَّف البيع تجاه المتسوقين، إما برفع أسعارها، أو إغراق السوق بمواد غذائية موشكة على الانتهاء، أو بتقديم عروض مزيفة لتحقيق مكاسب غير عادلة وبطرق احتيالية ممقوتة، من أجل كسب مادي سريع على حساب هذا الشهر المبارك، ومن أجل استنزاف جيوب المستهلكين.
هنا يأتي دور مراقبة ومتابعة الأسواق من قِبَل الجهات ذات العلاقة، سواء كانت وزارة التجارة، أو مراقبة الأسواق من قبل الأمانات لحماية المستهلك من تجاوز بعض المراكز التجارية التي لا ترقب فينا إلَّا ولا ذمّة. كذلك دور الأمانة في متابعة سوق الخضار المركزي (الحلقة)، والتجاوزات الخطيرة المهيمنة عليها، مثل التستر على العمالة الوافدة، ومدى تحكُّم هذه العمالة في السوق، وفي الأسعار صعوداً مستمراً دون الاعتراض من أي جهة مسؤولة، مما يُسهِّل لهم فرض الأسعار التي تُناسبهم، ورفع الأسعار حتى تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 500%.
إنها مسؤولية الأمانة ووزارة التجارة في متابعة الأسواق والحفاظ على استقرار الأسعار وبقائها على ما هي عليه، بل بالعكس من الملاحظ أن النعم تكثر وتزداد في هذا الشهر الكريم، وتعم الخيرات بلادنا من كل حدبٍ وصوب، وبأرخص الأسعار، ولكنه الجشع الذي يملأ نفوس بعض الباعة على حساب ميزانية المواطن واستغلاله في مدخراته المالية أبشع استغلال.
دعوة عامة لتجارنا وللمتحكمين في غذائنا أن يراعوا الله في أموال المستهلكين، وأن يُحقِّقوا مكاسب مشروعة تعود عليهم بالنفع الكبير، وأن تكون مكاسبهم معقولة، إرضاءً لله في هذا الشهر العظيم المبارك، وأن تكون مراقبتهم ذاتية في ظل غياب ومتابعة الجهات المسؤولة عن حماية المستهلك، وأن يكسبوا الأجر والمثوبة من الله في تقديم خدمات مميزة لعموم المستهلكين عوضا عن تحقيق مكاسب فيها الكثير من الغش والتدليس بحق المستهلكين الغافلين، حتى يُحقِّقوا من خلالها مكاسب دنيوية زائفة مقرونة بفقدان الثقة من عموم المستهلكين.
نسأل الله الهداية والتوفيق لجميع تجار الجملة والتجزئة وجميع المؤتمنين على أقوات المواطنين، كما نسأله تعالى أن يُبلِّغنا رمضان ونحن في أحسن حال، ويُعيننا على صيامه وقيامه، وكل عام وأنتم بخير.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store