Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الملك سلمان: تجلّيات العظمة ما بين واقع مشهود.. وتأريخ محفوظ

No Image

لعلّ من أبرز آيات العظمة والخلود في حياة العظماء تتجلّى ابتداء في تحمل التّبعات، والارتهان إلى نسيان الذّات، والاهتمام بالقضايا الإنسانية الكبرى، والسعي نحو نشر السلام وخدمة الإنسانية، إذ ليس جائزًا أ

A A
لعلّ من أبرز آيات العظمة والخلود في حياة العظماء تتجلّى ابتداء في تحمل التّبعات، والارتهان إلى نسيان الذّات، والاهتمام بالقضايا الإنسانية الكبرى، والسعي نحو نشر السلام وخدمة الإنسانية، إذ ليس جائزًا أن تنفتح للإنسان آفاق جديدة من عالم الضمير بغير عظمة إيمانية وروحية توحيان بهما.
إنّ الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- واحد من أولئك السّاسة القلائل في العصر الحديث ممّن حسنت نيته في خدمة القضايا الإنسانيّة العادلة أيًّا كان مكانها في خارطة الأرض، أو موقعها في هذا العالم، وحسنت نيته في خدمة قضايا أمتيه العربية والإسلامية.
وفي هذا السّياق يقول المفكر الكبير عباس محمود العقاد عطفًا على مذهبه في توقير العظماء: «ومن ثَمّ مذهُبنا في توقير العظمة مع التفرقة بين التوقير المحمود والتجميل المصطنع الذي يعيب المصوِّر ويُضل الناظر إلى الصورة. فليس لنا أن نثبت جمالًا غير ثابت، ولكن بل-علينا- متى أثبتنا الجمال- في مكانه أن نرفع الصورة إلى مقام التوقير».
ولعلّ مقولة العقاد تلك تكاد تنسحب على كلّ عظيم من العظماء على امتداد التأريخ البشري، دون أن تقف عند حدود الزمان أو المكان.
لقد برهن التّأريخ المعاصر على أنّ الملك سلمان بن عبدالعزيز صور بحقّ، أشدّ ما يكون التّصوير في استجماع الكثير من خصائص العظماء، بعد أن برهنت مواقفه الإنسانيّة قبل السياسيّة على أنّه صورة حيّة تتجلّى فيها آيات العظمة كما يشهد بذلك الواقع ويستحضرها التّأريخ.
لقد مرّت بالعالم المعاصر الكثير من الصّراعات، والكثير من التّحدّيات التي طالت الإنسان، فكان بحقّ ذلك الصّوت الإنساني في أجلّى ما يكون الإنسان كما خلقه الله بإنسانيته، فكثرت مواقفه الجادّة في السّمو بالكيان الإنساني دون اللالتفات إلى تكوينه، أو عرقه، أو ديانته، سواء على المستوى الداخلي، أو الخارجي.
ولقد واجهت الأمّة العربية الكثير من التّحديات، فكان الملك سلمان صوت الحقّ ذودًا عن حمى الوطن العربي دون الخوض في صراعات تُسفك فيها الدّماء البريئة؛ فمد يده للجميع دون استثناء، وخاض في سبيل الحقّ مواجهات تترى منذ أن كان شابًا؛ دفاعًا عن قضايا العالم العربي، واستمات في سبيل تحقيق العدالة الكونية في أجلّى صورها.
ولقد مرّت بالعالمين العربي والإسلامي مواجهات خانقة؛ بدءًا بالقضيّة الفلسطينيّة، وليس انتهاء بإحقاق واجب الجوار؛ اثباتًا لحقّ الشرعيّة في اليمن الشقيق؛ فتجلّت في مواقفه صور تترى من السّعي بكلّ السّبل في إحقاق الحقّ بعيدًا عن المزايدات والمراوغات التي تعُرف عند الكثير من السّاسة.
لقد سعى الملك سلمان على امتداد سيرته الحافلة بالجدّ والمثابرة حتّى استوى على عرش المملكة في بناء الإنسان السعودي على جميع المستويات، كما سعى إلى تعزيز وحدة الصّف عربيًّا وإسلاميًّا، واثبت للعالم أنّ للمملكة قدم قوّة في مواجهة جميع التّحدّيات التي تواجهها خاصّة، والكيان العربي والإسلامي عامّة.
وأخيرًا فإن آية العظمة حقّها لازم في كلّ أوان وبين كلّ قبيل -حسب أحد المفكرين-؛ ولكنها في هذا الزمن، وفي عالمنا هذا، ألزم منها في أزمنة أخرى لسببين متقاربين: أحدهما أنّ العالم اليوم أحوج ممّا كان إلى المصلحين النّافعين لشعوبهم وللشعوب كافّة، ولن يتاح لمصلح أن يهدي قومه وهو مغموط الحقّ، معرّضٌ للجفوة والكنود. والسبب الآخر؛ أنّ الناس قد اجترؤوا على العظمة في زماننا بقدر حاجتهم إلى هدايتها، فإنّ شيوع الحقوق العامة قد أغرى أناسًا من صغار النّفوس بإنكار الحقوق الخاصّة، حقوق العِلية النّادرين الذين يُنصفهم التّمييز وتظلمهم المساواة، فماذا يساوي إنسان لا يساوي الإنسان العظيم شيئًا لديه؟ وأي معرفة بحقّ من الحقوق يُناط بها الرّجاء إذا كان حقّ العظمة بين الناس غير معروف؟ وإذا ضاع العظيم بين أناس فكيف لا يضيع بينهم الصغير؟!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store