Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الوداع

مللتُ وملَّ معي القارئ من الحديث عن الأهلي، وإبداعاته، وتميّزه، وأدائه الاستثنائي هذا الموسم، ولم يكن مشهد التتويج بالثنائيَّة، والجمع بين الدوري وكأس الملك، سوى فصل أخير، وستار أسدل على إنجازات من ذه

A A
مللتُ وملَّ معي القارئ من الحديث عن الأهلي، وإبداعاته، وتميّزه، وأدائه الاستثنائي هذا الموسم، ولم يكن مشهد التتويج بالثنائيَّة، والجمع بين الدوري وكأس الملك، سوى فصل أخير، وستار أسدل على إنجازات من ذهب تتحدَّث عنها الأرقام، وتنطق بها الشواهد؛ ليستحق الأهلي وبجدارة كل ما حصده هذا الموسم.
ولأنني لا أريد أن أتغنَّى بالأهلي أكثر من ذلك، فسأغض الطرف عن العديد من المشاهد، لعلَّ أبرزها مشهد مشين للاعب خلوق كنتُ أتمنَّى ألاَّ يصدر من مثله، لكنَّه حدث، وأفضِّل أن أعتبره حدثًا لم يحدث، لكنّني سأتوقَّف عند المشهد الختامي للعبقري جروس، وهو يلوّح للجماهير بتحيَّة الوداع على طريقة الأبطال، وهو واحد منهم إن لم يكن أولهم، ورغم أن الأخبار برحيل جروس لم تكتسب صفة الرسميَّة بعد إلاَّ أن جروس لن يجد أجمل من هكذا مشهد، ومن هكذا موسم ليودِّع به هذه الجماهير التي ستحفر اسمه بأحرف من ذهب في ذاكرتها، ولو كنت مكانه لما تردَّدتُ لحظة واحدة في إنهاء مشواري التدريبي في تلك اللحظة.
ولأنَّ الوداع دائمًا له شجون، فاسمحوا لي أن أتوقَّف قليلاً مع صخرة الدفاع السعودي، وقلب الدفاع الأهلاوي النابض أسامة هوساوي، التي تواترت الأخبار برحيله هو الآخر عن أسوار القلعة، وأظنه كذلك، لكن كتيبة الراقي لن تتأثَّر برحيل هذا أو ذاك، والمستقبل سيغدو أكثر إشراقًا بوجود معتز، وفتيل، فكذلك هم أسود الأهلي إن رحل أسد، ظهر آخر.
لم ينتهِ حديثي عن الوداع، وبما أن الوداع ليس سهلاً، فقد كان قراره من أصعب القرارات، وهو قرار ادَّخرته لمثل هذا المشهد لمثل هذا الموسم، لمثل هذا يوم أصل فيه إلى قناعة كاملة بأنَّ الإعلامي الرياضي ينفخ في رماد، ولو أضاءت نار هنا، أو هناك، فما هي إلاَّ سراب، ودخان سيختفي سريعًا كما ظهر لذلك قررتُ أن يكون مقالي هذا مقال الوداع الذي أعتزل فيه الكتابة الرياضيَّة؛ لأنني آمنتُ تمامًا أن الحركة الرياضيَّة تسير، ونحن ككتاب رياضيين لسنا أحد أطرافها، فما يملك مثلي سوى أن ينسحب بشجاعة؛ ليقول للقارئ الذي كان داعمه الأول عزيزي القارئ «الوداع».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store