Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التفاعل مع المشكلة نصف الحل

خبران نُشرا بشكلٍ واسعٍ في وسائط الإعلام مؤخَّرًا، ويظهر من خلالها أهمية التفاعل مع المشكلة وكيفية حلها..

A A

خبران نُشرا بشكلٍ واسعٍ في وسائط الإعلام مؤخَّرًا، ويظهر من خلالها أهمية التفاعل مع المشكلة وكيفية حلها.. الأول ركَّز عَلى الجالية الفلبينية في المنطقة الشرقية وقيامها بتنظيف كورنيش الدمام وجزيرة المرجان، حيث شمّر الإخوة المقيمون من الجنسية الفلبينية وقاموا بتنظيف المنطقة دون أن ينتظروا جائزة أو عرفانا من أحد، وتعاملوا مع مشكلة عدم نظافة المنطقة وتراكم المخلفات بإيجابية وحل للمشكلة وجعل البيئة نظيفة يستفيد منها الكل ولصالح المجتمع.
ولاشك أن الإيجابية في التفاعل مع حل المشكلة دون أن ينتظروا المكلف بها ليقوم بدوره دلالة على بُعد راق واهتمام بالبيئة المحيطة وجزء من المسؤولية الاجتماعية.
في حين نجد أن خبرًا آخر انتشر أيضًا في كل الوسائط الإعلامية والاجتماعية عن قيام البعض بإلقاء أكياس المخلفات والزبائل أمام بلدية الدائر بالمحافظة التابعة لمنطقة جازان، وذلك احتجاج على تكدُّسها وعدم قيام الأمانة بدورها. ومن حق الفرد أن يحتج ويعترض ويوصل كلمته للمسؤولين، وكانت ممكن أن تكون رمزية.
ولكن يبقى الأسلوب والطريقة سلبية في التعامل مع المشكلة وإيجاد الحلول لها، فالأمانات أو البلديات لا تتقاضى مقابل إزالة المخلفات، وعادةً ما تتم من قبل الدولة كجزء من رفاهية المواطن والمستوى الذي تحرص أن يعيشه المواطن.
ولو كان المواطن تصرف بإيجابية في حل المشكلة والتعامل معها لوصلت نفس الرسالة وتعامل معها الإعلام بنفس الطريقة.
السؤال الذي يهمّنا: لماذا لا يتم التعامل مع حلول مشكلاتنا بأسلوب حضاري وإيجابي، فنحن جزء من المجتمع ويجب أن نتصرف كجزء منه، يؤذينا ما يؤذي الجميع؟! ولماذا لا نختار الجزء الإيجابي في المعالجة بدلًا من التوجه السلبي في المعالجة؟! لا نُشكِّك في الوطنية أو في المواطن السعودي وطيبته وحسن تعامله، ولكن لماذا يتم اختيار التعامل بواسطة الاتجاه السلبي مع المشاكل بدلًا من التعامل بواسطة الاتجاه الإيجابي. لنُفكِّر قليلًا في داخل مجتمعنا ولننظر إلى المصلحة الكلية والاتجاه الإيجابي عندما نختار الحلول ونُطبِّقها على أرض الواقع. ومع نفس التوجه نسأل: لماذا الصورة السلبية هي المسيطرة والموجّهة لنا مع أننا ننتمي إلى مجتمع إسلامي سمح؟! لماذا في جل شيء نرى السلبية وأن هناك استغلال وإساءة، ولا نعطي فرصة من خلال أعمالنا نحو الاتجاه الإيجابي، حيث تصل الرسالة وبنفس القوة.
في عقيدتنا إماطة الأذى عن الطريق صدقة، ومع ذلك غيرنا يُطبِّقها، ونحن لا نُطبِّقها، وقِس على ذلك أشياء كثيرة نعايشها في حياتنا اليومية، وتطفوا السلبية دومًا على السطح.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store