Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لإيقاف القتل .. أوقفوا الكراهية أولاً !

• أي جريمة قتل أو تفجير تحدث في مسجد أو شارع أو أي تجمع إنساني؛ ليست وليدة لحظتها بالتأكيد ، بل هي نتاج منطقي لسلسلة طويلة من عمليات (الاختطاف) و(العزل) و(التكريه) و(التعصيب) و(التحريض) وصولاً (لل

A A
• أي جريمة قتل أو تفجير تحدث في مسجد أو شارع أو أي تجمع إنساني؛ ليست وليدة لحظتها بالتأكيد ، بل هي نتاج منطقي لسلسلة طويلة من عمليات (الاختطاف) و(العزل) و(التكريه) و(التعصيب) و(التحريض) وصولاً (للتفجير) والقتل . ومع إيماني الكامل بخطورة كل مرحلة من هذه المراحل الإرهابية ،إلا أن مرحلة (الكراهية) أو(التكريه) هي أصعب حلقات هذه السلسلة وأخطرها فعلاً .. إنها نقطة اللاعودة .. فلا يمكن أن يقدم شاب- في مقتبل عمره- على قتل نفسه ، وقتل الآخرين معه إلا إن بلغ شأواً كبيراً في الكراهية ، كراهة النفس أولاً وكراهة المجتمع أو طائفة منه ثانياً .
• كلنا ننكر القتل بالتأكيد ، لكننا للأسف نتغاضى أحياناً عن إنكار شرارته الأولى المتمثلة في صناعة الكراهية ، بل ونقلل من أثرها .. كلنا نستنكر النتيجة الدموية المروعة لكننا لا ننكر الطريق الموصلة إليها ، من تصنيف وعزل وتكفير وإقصاء .. الأمر يبدو غاية في اللامنطقية حين نتجاهل ونتساهل مع من يشعلون النار في أطراف الحي ثم نستنكر وصولها لمنازلنا !.
• المواعظ والخطب لا تضبط المجتمعات ولا تحميها .. القوانين الفعالة فقط هي من تفعل ذلك ، وهي من تساهم في نمو المجتمعات وازدهارها. أوروبا التي تبدو لنا اليوم مثالاً رائعاً للسلم والأمن والتعايش الإنساني كانت شعلة من لهب الطائفية والكراهية ، ولم تصل لهذا القدر من الأمان الوارف إلا بعد أن جاهدت لقرون في سبيل التخلص من ( فيروسات) الكراهية الدينية والعنصرية التي تسببت في حروبها الطويلة وقتلت الملايين ، ولم تزدهر إلا بعد أن أقرت وفعّلت تلك القوانين التي انعكست عليها أمناً وازدهاراً وتنمية ، حتى أنه يمكنك اليوم ترتيب دول أوروبا تنموياً بحسب أقدميتها في مكافحة الكراهية .
• نتائج فيروس الكراهية متشابهة حتى وإن اختلفت مسميات الفيروس نفسه وأسباب نشوئه ، وبلادنا تواجه حرباً شرسة من ( كانتونات) و( كراديس) الإرهاب والكراهية منذ سنوات تحت مسميات عدة . سينتهي فيروس( داعش) يوماً وسيظهر فيروس آخر قد يكون أكثر وأشد كراهية إن لم نردم المستنقع .. ما تقوم به وزارة الداخلية من جهود جبارة في سبيل محاربة الإرهاب الكاره للحياة يحتاج إلى مساندة قوانين صارمة تجرّم الكراهية ، وتفضح أرطبوناتها ومنظِّريها بالاسم وعلى العلن .
• حاجتنا لقوانين تجريم الكراهية تزداد بزيادة جرعات التحريض العلني من بعض صنَّاع التطرف الذين مازالوا ينفثون سمومهم في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنابر.. لا تعوّلوا كثيراً على وعي الشباب وتعليمهم، فالأمور أكثر هشاشة مما تظنون .. الحل في القانون ولاشيء غيره .. فالقوانين حين تُسن بعدالة وتطبق بدقة هي الضامن الأول - بعد الله - لحماية الأوطان وأمنها وازدهارها .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store