Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

روحانية رمضان وإنسانية المسلم

يوم واحد يفصلنا عن شهر رمضان المبارك، وهي فرصة أنتهزها كي أُبارك -من خلال هذا المنبر- لقيادتنا الرشيدة، وشعبنا السعودي، والأمتين العربيَّة والإسلاميَّة.

A A

يوم واحد يفصلنا عن شهر رمضان المبارك، وهي فرصة أنتهزها كي أُبارك -من خلال هذا المنبر- لقيادتنا الرشيدة، وشعبنا السعودي، والأمتين العربيَّة والإسلاميَّة.
يحلُّ رمضان بحلّته الفريدة، التي تحمل في تفاصيلها الروحانيَّة والبهجة بقدوم شهر الخير والبركات، ويطلُّ علينا ضيفًا كريمًا يجب أن نكرم أنفسنا، وأرواحنا، وأفئدتنا بما يحمله الشهر من فضائل، وأجور، وحسنات، لنحظى بكرم وعطاء رب العالمين في الدنيا والآخرة.
يتوحَّد المسلمون في كل بقاع الأرض في أداء الشعائر الدينيَّة المرتبطة بهذا الشهر، من صيامٍ، وصلاة -تراويح وتهجّد-، ويتشاركون في مسابقات الخير، وفي الأجور.
شهر فيه ليلة القدر، أعظم ليلة في تاريخ البشريَّة، وكما قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وفيه عشرة أيام أولى فيها رحمة، وعشرة أيام وسطى تحفُّها المغفرة، وعشرة أخيرة فيها عتق من النار.. بركات عظيمة يجود بها هذا الشهر الفضيل، الذي تتجلَّى فيه الرحمات والهبات من رب الأرض والسموات.
يأتي رمضان فيعود بي شريط الذاكرة إلى الصيام في جنبات المدينة المنورة، والذكريات الجميلة التي كان لها عبقها الخاص، وعشقها المنفرد في تلك الأرض المباركة، جذبتنا مهام العمل والمسؤوليات إلى الصيام بعيدًا، في بلاد الغربة، وفي مواقع متفرِّقة من خارطة العالم، ورأيتُ الثقافة الإسلاميَّة المتميّزة في أصقاع الدنيا، وتوحُّد شعائر الصيام وروحانيّته وجماله، واتحاد الأفئدة والأرواح على التلذذ ببركات ونفحات رمضان في كل مكان.
جاء رمضان، فعلى الجميع أن يصفحوا، وأن يعفوا، وأن يتسامحوا، وأن يعيشوا تحت ظلال الشهر مُتحابين، فهو فرصة لتصفية النفوس، وتنقية القلوب من شوائب الخلافات، ومن عمق الاختلافات، فالمسلم أخو المسلم، ورمضان منهج إيماني فريد في الصفاء والنقاء بين المسلمين.
قدم شهر الصيام، وهو فرصة لمراجعة حسابات النفس وإعادة النظر في خطاياها، وهفواتها، وزلاتها. جاء رمضان حاملاً بشرى الخير، فلينعم بها مَن استغله، وعاش لحظاته الروحانيَّة، وملأ وقته بذكر الله، وقراءة القرآن، وعمل الصالحات، والنَّيل من الحسنات، واللجوء إلى الله، والوقوف أمام العطايا العظيمة من الحنَّان المنَّان.
يأتي رمضان، فيُهذِّب النفوس، ويجعلها تستشعر معاناة الآخرين في الجوع والعطش، فيلهم النفس منهجيَّة فريدة في الإنسانيَّة والعطاء، وفي الصدقات، وفي مد يد العون للآخرين من الفقراء والمساكين، فالصدقة تُطفىء غضب الرب، وتمنع ميتة السوء، ولها إيجابيَّاتها الكبيرة من بث روح التعاون، والألفة، والإخاء، تحت منهج مجتمع إسلامي واحد، ومؤمنين متوادّين متراحمين كالجسد الواحد.
رمضان منظومة روحانيَّة وإنسانيَّة، تعكس جوهر الإسلام، وتُوظِّف معاني عظيمة من القيم الدينيَّة والأخلاق، فلنملأه بصالح الأعمال والأقوال.. وكل عام والجميع بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store