Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رمضان كريم!

يستقبل المسلمون شهر رمضان في هذا العام وأحوالهم أسوأ مما كانت عليه في الأعوام الماضية.

A A
يستقبل المسلمون شهر رمضان في هذا العام وأحوالهم أسوأ مما كانت عليه في الأعوام الماضية. حروب ونزاعات وتراجع اقتصادي وفوضى وغياب بصيرة تنير لهم الطريق.والاستثناء النسبي في هذه الحالة القاتمة دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية مع أنها قريبة جداً من كل ما يحيط بالأمة من آلام ومآسٍ. تتحمل أعباء كثيرة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً بجانب ما تتطلبه ظروفها الداخلية المثقلة بالتزامات لابد من الوفاء بها لاستكمال مشاريع التنمية المستدامة وتغطية تكاليف ما تم إنجازه في مجال الصيانة والتشغيل.
وإذا كان من الواجب مراجعة النفس خلال شهر رمضان المبارك فإن أحوال الأمة تحتاج لمراجعة عقلانية ،ولكن هيهات مع أنظمة أصيبت بعمى بصيرة وأصبح كل ما يهم بعض قادتها البقاء في السلطة حتى ولو كلف ذلك تدمير كل شيء.
اختيار قادة المملكة التركيز على الشأن الداخلي بشكل مكثف من خلال رؤية2030 شكَّل تحدياً وآمالاً عريضة ليس من المستحيل تحقيقها ولكنها تستوجب التركيز والمتابعة والبدء في أسرع وقت ممكن حتى لا تفتر العزائم وتزيد التبريرات حول ما هو ممكن وما هو صعب المنال. التساؤلات حول جدوى الرؤية من الخارج على وجه الخصوص ممزوجة بالغيرة والتخوف من ذلك الطموح الكبير الذي تعبر عنه الرؤية وهي مازالت على ورق فكيف سيكون الحال عندما يبدأ التنفيذ ويصبح جزءاً منها واقعاً ملموساً؟ المقومات الأساسية متوفرة والإرادة السياسية جادة وما بقي في دراسة تفصيل الخطة وإخراجها للتنفيذ. وفرصة شهر رمضان المبارك في هذا العام أنها الحد الفاصل لمناسبة دينية وتاريخية قبل البدء في تنفيذ الرؤية التي من الواجب الدعوة للقائمين عليها بالتوفيق والنجاح في شهر رمضان الفضيل. كما أنه فرصة أيضاً للبدء في ترشيد الإنفاق والحد من مظاهر البذخ المبتذل خاصة في مجال المواد الاستهلاكية التي تذهب نسبة كبيرة منها الى حاوية النفايات مع الأسف الشديد في الوقت الذي تتمنى أعداد كبيرة من المحرومين والمشردين في العالم العربي لقمة العيش ولا يجدونها بسبب الفوضى والحروب التي فُرضت عليهم ،واليمن وسوريا أكبر دليل على ذلك.
إن الاستشراف لما ستكون عليه الأحوال في شهر رمضان في العام القادم تنبئ عن ظروف اقتصادية قد تكون أشد قسوة، وأن الرؤية 2030 تمثل خطة استباقية لمواجهة التحديات القادمة حتى وان تأخرت بعض الوقت وأن سرعة الحسم في التنفيذ هو الإجابة الصحيحة على كل المشككين في جدوى الرؤية وخاصة معزوفة الإعلام الخارجي الذي لا يتمنى لها النجاح لأنها ستكون قاطرة التحول الحقيقي في العالم العربي بإذن الله تعالى. مبروك رؤية التحول ورؤية هلال شهر رمضان المبارك.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store