شيء للتأمل بمناسبة رمضان المبارك

*يأخذ البعض منحى غير عملي أو واقعي عندما يشككون في صحة بعض الأسانيد، فعلى سبيل المثال يقول الإمام النووي بشأن حكم العمل بالحديث الضعيف: يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد في غير صفات الله تعالى والأحكام كالحلال والحرام، وينقل عن الإمام السيوطي: أن ابن حنبل وابن مهدي وابن المبارك قالوا: إذا روينا الحلال والحرام شدّدنا، وإذا روينا الفضائل ونحوها تساهلنا، والمؤمل من طلاب العلم أن لا يشذّوا عن هذه القاعدة وأن يأخذوا بما أخذ به السلف الصالح القائم على التعمق في مقاصد الشريعة.
*عرف عن شهر رمضان بأنه شهر القرآن وقد وردت عنه فضائل عديدة، وهناك العديد من الأحاديث والآثار الواردة في فضائل سور القرآن الكريم، ورد فيها أكثر من خمسمائة حديث شريف ومنها على سبيل المثال فضائل سورة البقرة، وسورة الفاتحة، وسورة الملك، وفضائل يس والكهف، وهناك حديث صحيح مفاده بأن الذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران، فهنيئاً لهؤلاء حيث يضاعف الله لهم الأجر لقاء المشقة التي يجدونها، وفي الحديث: ((البيت الذي يُقرأ فيه القرآن يكثر خيره ، ويوسع على أهله، وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين)).
*يؤُمُّ القوم دوماً أكثرهم حفظاً للقرآن ، وليس في ذلك اختلاف، وفي هذا السياق كان أحد الصبيان في قديم الزمان ابن ست أو سبع سنين وكان أقرأَهم لكتاب الله فقدموه يؤُمهم وكانت عليه بردة إذا سجد تقلصت عنه فقالت امرأة من الحي: ألا تُغطون عنا ... قارئكم؟ فاشتروا له قميصاً ويقول الصبي فرحت فرحاً شديداً بذلك القميص، هذا هو حال الأوائل رضوان الله عليهم ولعلنا نتعظ ونتعلم من هذه الدروس المليئة بالعظات.
يقول المولى عز وجل : ((وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين)) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((ما أنزل الله داءً إلا وأنزل له شفاء)) ويقول صلوات الله عليه : ((عليكم بالشفاءين العسل والقرآن)).
*نختم هنا للعظة والتدبر بما روي عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عندما قام على المنبر فقال «اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور» ثم قال «ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داوود» قلنا ما هن؟ قال : «العدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية» . جعلنا الله وإياكم ممن يقولون القول فيتبعون أحسنه.