Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

متى يرتبك الإعلامي؟

مع مطلع شهر رمضان المبارك يبدأ التلفزيون السعودي بتكثيف تواجده في الحرمين الشريفين في نقلٍ حيٍّ لبعض الصلوات الخمس، بالإضافة لصلاة التراويح ثم صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان.

A A
مع مطلع شهر رمضان المبارك يبدأ التلفزيون السعودي بتكثيف تواجده في الحرمين الشريفين في نقلٍ حيٍّ لبعض الصلوات الخمس، بالإضافة لصلاة التراويح ثم صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان. هذا التواجد المعهود لتلفزيوننا يأتي ضمن ما ينفرد به عن بقية التلفزيونات (العربية والإسلامية) التي تكون في بعض الأحيان ناقلةً عنه، خاصة في المواسم الدينية كموسمَي الحج ورمضان. دعونا نقلِّص مساحة الضوء المسَلَّطة على النقل التلفزيوني من الحرمين الشريفين لنحصرها على نقلِهِ المباشر لصلاة المغرب، هذا النقل يبدأ قُبيل الأذان وينتهي بُعيد الفراغ من الصلاة ذاتها، ويتولى التعليق على هذه الفقرة أحد مذيعي التلفزيون السعودي، وذلك بالتناوب بين بقية المذيعِِين طوال أيام شهر رمضان المبارك. المذيعون من الناحية اللُّغوية لا خلاف على تمكنهم من أدواتهم، بل ويملكون فوق ذلك حناجر تُعطي الحروف حقها من الوضوح والبيان، غير أن أغلب هؤلاء المذيعِين حتى وإن كان متمكنًا لُغويًّا وذا صوت جهوري إلا أنه مع ذلك يفتقد لمطلب مهم جدًّا، بل إن حضور هذا المطلب في مثل هذه المواقف هو ضرورة حتمية لابد من تواجدها، وأعني بذلك قدرة المذيع وتمكُّنه من التلاوة الصحيحة لآيات القرآن الكريم التي قد يَستدِل بها أثناء وصفه وتعليقه على المشاهد التي تظهر على الشاشة. عندما أقول التلاوة الصحيحة أعني بذلك النُّطق السليم للكلمات مع سلامة مخارج الحروف مع تمثُّل المعنى مع مراعاة أحكام التجويد، وهذه متطلبات بَدَهية ينبغي أن تتوافر في أي مذيع، غير أن الملاحظ أن هناك حالةَ انشطارٍ ما بين إجادة المذيع لُغويًّا وإجادته تلاوة آيات القرآن الكريم؛ إذ من النادر أن تجد مذيعًا يجمع بين الحُسنيين. ويزداد التأكيد على توافر الحسنيين معًا عند المذيع وذلك في مثل هذه المواقف (النقل من الحرمين الشريفين) ذلك لأن البث يصل لأقطار العالم الإسلامي كله وقد يتخطاه، عندها نصبح في موقف حرج حين يستمع مسلمو العالَم لقراءة خاطئة للآيات. وليت الأمر يتوقف على الناحية التجويدية لكنه يتخطى ذلك للنطق الخاطئ للحركات، فأحدهم ومن خلال النقل التلفزيوني قرأ قوله تعالى: «مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ» قرأ كلمة (ثُلَاثَ) بفتح حرف الثاء الأول (ثَلاث). ولو كان الخطأ يتعلق بالتجويد -مع أهميته- لهان الأمر لكنه يتخطى ذلك لتغيير حركات الكلمة وقلب معناها. لا أعرف سببًا وجيهًا يحول بين بعض الإعلاميين -بما فيهم المذيعون- وبين إتقانهم تلاوة الآيات على وجهها الصحيح، فأنت تسمع لبعضهم مسترسلاً في قراءته أو حديثه واثقًا من نفسه حتى إذا ما مرَّ على آية تغيرت نبرة صوته وبدا مرتبكًا متلعثمًا ليتمم حالة الارتباك بقراءة -ولا أقول تلاوة- الآيات قراءة خاطئة في نطقها وتشكيلها فضلاً عن تجويدها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store