Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القائمة السوداء.. وراء الأكمة ما وراءها!!

نستطيع أن نقول اليوم: إن خلق ميادين الصدام المسلح بين أبناء الوطن الواحد في الساحة العربية مسرحية محبوكة الصنع، والصانع نحن نعلم معمله.

A A
نستطيع أن نقول اليوم: إن خلق ميادين الصدام المسلح بين أبناء الوطن الواحد في الساحة العربية مسرحية محبوكة الصنع، والصانع نحن نعلم معمله. سياسة ولعبة ومسرحية هزلية من فصول ثلاثة، بدأت بالتهجير، وانتهت باللعب على وتر الدين والطائفية.
نستطيع أن نقول اليوم: إنَّنا نشهد جريمة إنسانية تامة الأركان.. المؤلفون والممثلون والقضاة والجلَّادون هم أنفسهم نفس الشخوص ونفس الوجوه، وإن تغيّرت الملامح.
بدأ الفصل الأول لمسرحية اللعبة الأمريكية إبان الاحتلال الصهيوني لفلسطين المحتلة.. وحبكة اللعبة تمثَّلث في واقعة التهجير ثم الاحتلال عام 1917، ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا يقبع الشعب الفلسطيني تحت القمع الإجرامي الإسرائيلي أمام سمع ونظر الأمم المتحدة دون أن تُحرِّك ساكنًا.. وقلبت الموازين كما يحلو لها.. الاحتلال حق مكتسب، والمُحْتَل مدرج في رأس القائمة السوداء!.
توسَّعت أحداث المسرحية وتوسَّع معها الدور الخفي الذي تلعبه أمريكا وحلفاؤها في المنطقة العربية، والذين كانوا أداة من أدواتها تُحرِّكهم كيفما تشاء ووفق مصالحها.
في زمان غير الزمان ومكان غير المكان، كان الفصل الثاني من لعبة السياسة الأمريكية على خارطة الوطن العربي.. خلق دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، وعاد التهجير مرة أخرى إلى الواجهة، ليعقبه السعي الحديث لتحقيق الحلم.. التقسيم ثم الاحتلال، وهذا ما حدث في العراق، تلتهم بعد ذلك سوريا، وإن لم نتدارك الأمر ستعقبهم ليبيا، وتداركته الآن قوات التحالف بقيادة المملكة في اليمن، والبقية نحن نعلم فصولها تمامًا.
المشكلة تكمن أنه بعد أن يحط مبعوثو الأمم المتحدة رحالهم فوق تلك الميادين، ورغم الجرائم الإنسانية التي شهدتها أعينهم، وإبادات الشعوب مع سبق الإصرار والترصد، وطبق الأرض فوق رؤوس ساكنيها!! جاءت مواقفهم العائمة، والتي كانت تلف وتدور في فلك المصالح، ولا شيء سواها، فأفرزت بين ظهرانينا ساحات صراع جديدة.
بات باديًا للعيان أن صبّ الزيت على النار في ساحات الصراع العربي كان هو الدور الحيوي الوحيد الذي يلعبه المبعوث الأممي حين يدخل في وساطة مع الأطراف المتناحرة، وما الأحداث التي كانت تزداد -يومًا إثر يوم- تعقيدًا، وحوَّلت الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي برمّته في تلك البلدان إلى وضع أكثر إرباكًا وتأزمًا، إلا أكبر شاهد ودليل على ذلك الدور!؟.
الموقف اليوم خطير ولا يستهان به.. فبالأمس القريب أصدرت الأمم المتحدة مذكرة في وجه المملكة -وبالمانشيت العريض- تحتوي على الفصل الثالث من فصول اللعبة.. تهمة انتهاك حقوق وقتل مئات الأطفال في اليمن.. فبين ليله وضحاها انقلب علينا حمقاهم، حين أدرج أمينها «بان كي مون» قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، مع الجماعات المسلحة -على حدٍّ سواء- على القائمة السوداء، متّهمًا إياها بقتل مئات الأطفال في اليمن!!
يدرك الإنسان البسيط الذي لا علاقة له بالسياسة أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هذه التهمة وإن تراجعت عنها السياسة الأمريكية، قد أزاحت الستار عن كواليس فصول مسرحية مصالح جديدة تلعبها أمريكا هذه المرة، وفي اليمن تحديدًا!؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store