Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مكبرات الصوت في المساجد.. و(فتوى) ابن عثيمين

No Image

أزعم أنَّنا في الملحق (الرسالة) مِن أوائل مَن طرح قضيّة (مكبّرات الصّوت) في المساجد والجوامع؛ كرؤية شرعيّة تساوقًا مع النّهج الذي يسير عليه الملحق.

A A
أزعم أنَّنا في الملحق (الرسالة) مِن أوائل مَن طرح قضيّة (مكبّرات الصّوت) في المساجد والجوامع؛ كرؤية شرعيّة تساوقًا مع النّهج الذي يسير عليه الملحق.
وأذكر جيدًا تفهمنا لمآلات ما نحن مقدمون عليه، وإنْ تعالت أصواتٌ منكرة نُقدر لها غيرتها الدينيّة؛ مع يقيننا التّام من الهدف المنشود سعيًا نحو الإصلاح بعد أن تبدّت للجميع (مبالغة) رفع (أصوات الميكرفونات) من قِبل بعض المساجد والجوامع حدّ المنافسة بصورة مشوّشة، حتّى جاوز البعض حدود المعقول والمألوف من المؤذنين الأئمّة في الصّلاة الجاهرة، ما أدّى إلى ذهاب المطالب الشرعيّة منهما لدخول الوقت:( حيّ على الصّلاة)، أو الخشوع فيها:(ولا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ولا تُخَافِتْ بِهَا وابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً).
وعطفًا على ما قلت به؛ فإنَّ الدّعوة إلى خفض أصوات المكبّرات لم تكن (بدعًا)، فالشيخ محمّد العثيمين -رحمه الله- له فتوى شرعيّة في هذا الشّأن منذ عشر سنوات خلين؛ داعياً فيها إلى إغلاق المكبّرات الخارجيّة أثناء الصّلاة، ومن صلوا خلفه في جامعه بعنيزة بالقصيم يدركون ذلك.
فمساجد عنيزة عن بكْرة أبيها تُغلق مكبرات الصّوت بعد رفع الأذان والإعلان للصّلاة، وهي ظاهرة (تتفرد) بها المدينة بعد فتوى الشّيخ -رحمه الله- حتّى اليوم.
وفي هذا السّياق اعترفت صراحةً وزارة الشؤون الإسلاميّة بتنامي تلك الظّاهرة حتّى وصلت حدّ المبالغة كما جاء على لسان وزيرها: «إنّ مكبرات الصّوت في بعض المساجد والجوامع أصبحت متداخلة؛ لأنَّ بعض الأئمة يرفع الصّوت أكثر من الحاجة، ما يترتب عليه ألا يسمع حتّى الذين في داخل المسجد أو خارجه صوت القرآن بوضوح، حتّى في بعض البيوت، فلا يتبين أي حرف من حروف القرآن».
إلى هنا؛ والكلام جميلٌ ومباركٌ، مع يقيننا أنَّ هذا الاعتراف قمين بالشّكر وجدير بالعرفان؛ فالإقرار، ابتداءً؛ مع وضع آليات المتابعة يُعدّان خطوة جريئة وشجاعة تُحمد للوزارة.
ومع أننّي اعترف بجراءة تلك الخطوة وحيويتها إلاَّ أننّي أتمنى على وزارة الشؤون الإسلاميّة تساوقًا مع تلك الخطوة الالتفات إلى قضيّة هي أجدر بالمعالجة وأقمن بالاهتمام.
الصّديق الوثير الأستاذ حمد القاضي نشر مقالاً جميلًا تحت هذا عنوان:(نظافة المساجد ودوراتها أهم من قضية الميكروفونات)، يقول فيه: «وزارة الشؤون الإسلامية وبعض الكتاب انشغلوا بقضية (رفع مكبرات الصوت بالمساجد) بينما هناك أمور -في تقديري- أهم منها تعاني منها المساجد وروادها مثل عدم نظافة الكثير منها وسوء دورات المياه التابعة لها من ناحية صيانتها حتى أصبح وضعها سيئاً جداً بسبب إهمال صيانتها ونظافتها من قبل المؤسسات التي تعاقدت معها الوزارة والسبب -مع الأسف- ضعف الرقابة والمتابعة من قبل مراقبي ومسؤولي فروع الوزارة الذين أشغلهم -أيضاً- موضوع مكبرات الصوت عن سوء أوضاع المساجد ودورات مياهها حتى أصبح استخدامها يشكل معاناة للناس مع الأسف!.
وبيراعه الجميل يطرح الأستاذ القاضي أمنيته إلى مراقبي الوزارة للقيام بزيارة إلى بعض البلدان القريبة ليروا أوضاع مساجدها ودورات مياهها: صيانةً ونظافةً، ومساجدنا -وهي في بلاد الحرمين- هي الأولى أن تكون كذلك.
ويطرح الأستاذ القاضي سؤالاً في غاية الوضوح والجراءة والحساسيّة؛ قائلاً: لماذا (تُغلق) دورات المياه مع أنّه يفترض أنّها تكون (مفتوحة) طوال الوقت؛ لأنّه يتم الاحتياج إليها بعد الصلوات فالناس يحتاجونها لعدم وجود دورات مياه بالشوارع والأحياء، كما أنَّ هناك أناساً تفوتهم الصّلوات في أوقاتها سواء كانوا مسافرين أو مقيمين فيأتون للمساجد للصّلاة وقد يحتاجون للوضوء، وهنا يُفترض -والكلام للأستاذ حمد القاضي- أن تكون دورات المساجد مفتوحة (طوال الوقت)، أمّا الصلاة -إذا كان لابد من غلق المساجد- فيمكن أن تتم في الحدائق القريبة أو حتّى بجانب هذه المساجد!!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store