Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رمضان يعيد الآمال

نعيش في خضم الحياة ونخضع لضغوطها، ونسير مع الأيام، ويخبو الأمل، وننجرف وراء السلبيات، حتي يأتي رمضان فيُوقظنا من سباتنا، ونستشعر عظمة الخالق.

A A
نعيش في خضم الحياة ونخضع لضغوطها، ونسير مع الأيام، ويخبو الأمل، وننجرف وراء السلبيات، حتي يأتي رمضان فيُوقظنا من سباتنا، ونستشعر عظمة الخالق. وتبدأ فينا شعلة الحياة، ويبدأ الأمل في التحرك في نفوسنا، لنُدرك أهمية الصحوة، وأن الله سبحانه وتعالى لا ينسانا، حيث نلتصق بالقرآن وبالصلاة، ونحاول التقرُّب من الإله -عز وجل- وننسى الدنيا التي كانت ومازالت شغلنا الشاغل. وتحل على نفوسنا القناعة والرغبة في الروحانيات، بعيداً عن الماديات. فبرغبتنا وخلال اليوم ننسى الشهوات بمختلف أنواعها وطبقاتها، ونُركِّز على الروحانيات والرغبة فيما عند الله. وليس هذا شعور شخص، ولكن شعور معظم الناس في بلادنا، ولا مراقب ولا وازع في أنفسنا غير الإله رقيباً وحسيباً.
والسؤال: ما الذي تَغيَّر علينا، فنستشعرها في شهر، وننساها في باقي العام؟ لماذا لا يكون توجُّهاتنا ورغباتنا هي نفسها طوال العام؟ لو تصرّفنا وسلّمنا سلوكنا في رمضان باقي العام لكانت بلادنا ووضعنا الأفضل بدون منازع. فالسلوك والتغيُّرات والاهتمام بالمحيط تتعدَّى حدود الممارسات التعبُّدية لتجاوزها بسلوكيات اجتماعية إيجابية تُقرِّب الجميع، ويكون هناك نوع من المودَّة والرحمة في المجتمع، وتُصبح الرغبة والتوجُّه نحو المساعدة مشهداً مألوفاً بعد أن كان شبه موجود بل مفقود. والسؤال: هل نحن مُساءلون فقط في رمضان، أم محاسبون على كامل العام؟! والإجابة أن كل يوم محسوب علينا، ولا يكون الصح بالتخصيص والمفترض التعميم.
نحن أحوج ما نكون في أن يصبح رمضان لكامل السنة، وليس لشهر واحد في السنة، حتى تصلح أمورنا، ونتفوَّق على باقي الأمم. فالمحاسبة لا تكون أشد في رمضان وأخف في باقي الأيَّام، بل التقييم والحساب هو واحد في الكل، وخاصة عند التصرُّف والسلوك السلبي، حيث تتساوى الذنوب فيها. فَلَو كان الاهتمام والحرص ومراقبة النفس باقي العام كرمضان، يمكن للمواطن السعودي أن يصل إلى مراتب عليا، ويكون مستهدف بالتوظيف من زاوية الإنتاجية بالرغم من أن ساعات العمل أقل من باقي الأشهر.
مسؤوليتنا كبيرة تجاه وطننا وتجاه العالم الإسلامي كوننا مسؤولين ومهتمّين برعاية وخدمة مقدسات المسلمين، لوجودها على أطهر بقعة على وجه الأرض، ويفترض أننا على مستوى المسؤولية. فالنعم التي أنعم الله علينا بها لا تُعد ولا تُحصى، والمفترض فينا أن نشكر هذه النعم بالحفاظ عليها وتنميتها، لا الإسراف فيها وعدم تنميتها. وهذا هو لُب المشكلة، أن نتحول إلى مستهلكين، مع أن الادخار مع الاستثمار هو جزء مهم وأساسي لنا لنبني مستقبلنا، ولا نعيش فقط ليومنا. ولعل الدرس الرمضاني نستفيد منه في بناء مستقبلنا، خاصة وأننا نعيشه بصورة صحيحة من مختلف زواياه، والتي نأمل أن تمتد لغيره من الأيام.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store