Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إلى متى يفصّلون والأمة تلبس ؟

تعاليم الإسلام وقيمه الربانية السماوية هي ولا ريب النبراس للمسلمين في كل عصر وفي كل مصر

A A
تعاليم الإسلام وقيمه الربانية السماوية هي ولا ريب النبراس للمسلمين في كل عصر وفي كل مصر
، يجيء هذا الطرح في معرض استنكار الكاتب على المغالطات التي تمارسها من تسمى بمنظمة الأمم المتحدة على الانتقائية في تجريم تجنيد الأطفال وفي استهدافهم بالقتل في الحروب الجارية في المنطقة العربية منذ عقدين من الزمان ونيّف كنتيجة مباشرة للمؤامرات الغربية المتتالية لتفتيت الأمة المسلمة وقتلهم بالآلة العسكرية الفتاكة تحت «مغالطات» الأضرار الجانبية وإماتتهم صبراً بالجوع والبرد والعطش. والأصل في الشريعة الإسلامية أن الأطفال غير مخاطبين بأحكام الجهاد لا أصالة ولا تبعاً ، ولم يزل ذلك ديدن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل غزواته ، كما سيلي :
كان صلى الله عليه وسلم يرد الأطفال عن المشاركة في الحروب ويمنعهم من ذلك ، والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما رواه الصحابي الجليل رافع بن خديج: قال جئت أنا و عمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد بدراً ، فقلت يا رسول الله إني أريد أن أخرج معك فجعل يقبض يده ويقول: إني استصغرك ولا أدري ما تصنع إذا لقيت القوم؟ فقلت : أتعلم أني أرمي من رمى ؟ فردني فلم أشهد بدراً. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رد أربعة عشر صبياً في معركة أحد لصغرهم ، وأخرج البخاري عن الصحابي البراء بن عازب قال : استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر وكانت تلك عادة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع مواطن وساحات الجهاد ، وقد وجاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :"عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد" وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني في المقاتلة.
والمملكة العربية السعودية بنيت على الالتزام بالكتاب و السنة وهي ملتزمة بهذا الخلق النبوي الشريف ، فلا تستهدف الأطفال ولا النساء ولا الشيوخ ولا تجند الأطفال في عاصفة الحزم باليمن .
وليت شعري كيف تجرأت الأمم المتحدة على هذا الكذب وهذا الإفتراء في تقريرها السنوي عن الأطفال و الصراع المسلح لسنة 2015 م فقامت بوضع التحالف العربي بقيادة المملكة في القائمة السوداء ، ليتضح أن التقرير في هذه الجزئية كان محض كذب وافتراء فاضطرت للتراجع وحذف اسم المملكة ودول التحالف كما صرح بذلك مندوب المملكة الدائم بالأمم المتحدة معالي م. عبد الله المعلمي. لقد فقدت الأمم المتحدة مصداقيتها بهذا التقلب في المواقف الهشة المتحيزة.
ثم يا سيادة أمين عام الأمم المتحدة أين منظمتك وما كان يؤمل منها من مصداقية من تشريد ملايين الأطفال و العوائل ، فتحولت مع كل تلك المماطلات عن إغاثة الأطفال في اليمن والشام والعراق وغيرها من بلاد المسلمين التي ساهمت منظمتك الدولية بتمييع مواقفها و تقلبها واستصدار القرارات بعد القرارات ،في قتل و تشريد الإنسان المسلم وتحطيم دياره وتدمير البنية التحتية في عداوةً إنتقائية وازدواجية بغيضة. وأين هي منظمتكم من حرمان أجيال قادمة من البشر من نعمة الحياة السليمة التي سلبتهم إياها الأسلحة الفتاكة بالأجيال كمثل اليورانيوم المنضب وأضرابه الذي يلوث العالم الإسلامي.
وما دامت الأمم المتحدة قد رضيت بدور الخادم المطيع بيد الدول الكبرى ، فقد يكون من الحلول المطروحة هو إنشاء منظمة بديلة أو موازية ، تكون مبنية على أسس القيم والعدل والمساواة في التعامل والتعاون تكون دول العالم الإسلامي نواتها ، ولا خصوصية لأحد في قوانينها ، ويسمح لكل من يقبل بنظامها الانضمام إليها، أليس ذلك أقرب للسلم العالمي من منظمة مزدوجة المعايير وتكيل بمكاييل مختلفة ، تفصِّل لعالمنا العربي والإسلامي أنواع الدمار والتخلف وليس أمامه إلا أن يلبس ما لا يليق بأمة الإسلام ؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store