Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ملاقيف المساجد !!

في الوقت الذي يجب أن يتجرّد المؤمن المُتجه إلى بيتٍ من بيوت الله من كل خصال الجدال السوفسطائي، مدعوًا من الناحية الشرعية إلى «تركه ما لا يعنيه» ومتلبِّسًا لباس التقوى ويكسوه الخشوع قداسة لروحانية المك

A A
في الوقت الذي يجب أن يتجرّد المؤمن المُتجه إلى بيتٍ من بيوت الله من كل خصال الجدال السوفسطائي، مدعوًا من الناحية الشرعية إلى «تركه ما لا يعنيه» ومتلبِّسًا لباس التقوى ويكسوه الخشوع قداسة لروحانية المكان وامتثالاً لهيبة صاحبه -سبحانه وتعالى-.
ولكن الواقع في الكثير من مساجدنا نجد أن الغالبية ينتابك الشك في مجيئهم للصلاة؛ بقدر ما تُؤكِّد ممارساتهم أنهم نصّبوا أنفسهم أولياء على أمور لا ناقة لهم فيها ولا جمل؛ فتجد أحدهم ينتقد ارتفاع صوت المُكبِّر، بينما الآخر يقوم بإغلاق جهاز التكييف، أما الثالث فصبَّ جام غضبه على الإمام والمؤذن لأنهما تأخَّرا في إقامة الصلاة -على الرغم من أنهما ملتزمان بتوقيت رسمي من الجهة المُشرفة على المساجد- ورابعهم يتذمَّر من إطالة الإمام للركوع والسجود، والمضحك بعد هذا كله تجد أنهم من غير المداومين على الصلاة في المسجد باستمرار.
ويتساءل البقية عن دافع سلوكيات هؤلاء؛ فهل يُمارسونها في بيوتهم بنفس الحِدّة التي يُبرزونها في بيوت الله؟ وهل هدفهم الإصلاح -الذي ضلّوا طريقه- أم يسعون -فقط- لتسجيل مواقف على غرار -نحن موجودون- لا أكثر؟!! والمؤلم في ذلك أن الأمر وصل للتشابك بالأيدي وتحوَّل النقاش اللفظي إلى عراك باستخدام أدواته الممقوتة؛ الأمر الذي حوَّل معه سكينة المكان إلى بيئة مُنفِّرة خوفًا من التصادم بشقّيه الكلامي والجسدي.
واستناداً للأثر «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» فنتمنى أن يكون للجهات الأمنية دورٌ في التصدِّي لهذه السلوكيات الشاذة التي استمرأ بعض مرتادي المساجد على ممارساتها متيقِّنين بعدم وجود مَن يُحاسبهم، ومُبررين ذلك بأنها بيوت لله وليس لأحد الحق في معاتبتهم ولفت نظرهم للأفعال غير المنطقية التي يقومون بها، وسبَّبوا من خلالها إزعاجًا لمن أتى وقلبه مُعلَّق بالمساجد، بحيث يُحال لها كل مَن يُحاول إثارة البلبلة داخل المساجد لأي سبب كان، مع توجيههم بأنه في حال وجود ملحوظات فيجب أن يتبع طريق القنوات الرسمية في إيصال ما يريده بشكل حضاري.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store