Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عبدالله بن ردّاس.. شيم عربية ومجلس مفتوح

بارح الدنيا الفانية إلى الدار الباقية يوم السبت 28/8/1437هـ، الموافق 4/6/2016م الأستاذ عبدالله بن محمد بن شبيب بن ردّاس العلوي الحربي عن 97 عاماً، قضى منها السنين الأخيرة في معاناة مع المرض، جعله الله

A A
بارح الدنيا الفانية إلى الدار الباقية يوم السبت 28/8/1437هـ، الموافق 4/6/2016م الأستاذ عبدالله بن محمد بن شبيب بن ردّاس العلوي الحربي عن 97 عاماً، قضى منها السنين الأخيرة في معاناة مع المرض، جعله الله طهوراً، ولد في رياض الخبراء في القصيم عام 1342هـ وعاش في مكة المكرمة 26 عاماً، وعمل في الرياض في وزارة المعارف، ومديراً للبرقيات في إمارة الرياض وفي وزارة العمل، ومستشاراً في الحرس الوطني، وآخر عمل له رئيساً لمركز عرجاء التابع لمنطقة المدينة المنورة.
رافق باحثين في شؤون البادية في رحلاتهم العلمية ومن أشهرهم مصطفى الفيلالي ود. زهير السباعي وغيرهما، ولعل ذلك ما هداه لتأليف كتابه شاعرات من البادية في مجلدين قبل 50 عاماً، مما حفظ هذا الشعر م الضياع، في وقت كان ينظر إلى المرأة الشاعرة نظرة دونية، وقد قدَّم له علَّامة الجزيرة حمد الجاسر.
حينما بلغني خبر وفاته كتبت على عجل تغريدتين «فقدنا برحيلك يا أبا محمد، كنزاً من الشيم العربية والتاريخ والثقافة والوقوف مع ذوي الحاجات»، والثانية: «بوفاة عبدالله بن ردّاس أُغلق مجلس مفتوح يومياً من مجالس العرب، من بعد صلاة العصر إلى قرب منتصف الليل، وقد رحل جواد من أجواد العرب الذين يذكرون في التاريخ».
كان محباً للعرب مدافعاً عنهم، يحفظ كثيراً من الشعر العربي والعامي الذي خلد شيم العرب، وتصدّى لكثير من السهام التي وجهها الشعوبيون للعرب، ومنه أخذتُ كتاب «طهارة العرب» الذي ألفه أحمد بن الأمين الشنقيطي، (ت 1331هـ/ 1913م) وطبعه في (قازان) سنة 1326هـ، رداً على من طعن في طهارة نسب العرب متذرعاً به للطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم.
كان كريماً، جواداً، مثقفاً، عارفاً بالتاريخ قديمه وحديثه، وأكثر حوارات مجلسه المفتوح يومياً حول التاريخ يزيّنه بما يحفظه من شعر شعراء العرب كأبي العلاء المعري، غير أن كثيراً ممن يقصدونه هم من أصحاب الحاجات الذين يطلبون جاهه لتسهيل الحاجات، وكثيراً ما راجع إدارات حكومية معقباً على معاملاتهم، وبعضهم قد لا يعرفهم، وكان يتسم بالصبر والوقار.
هو ابن يادية تحضر، حفظ أصالة العرب، وأخذ من الحضارة بكل طرف، ولم يكن ممن أعمتهم العصبية، أو استهوتهم المفاخرات، بل يوقر كل إنسان، ويشيد بما عُرف عنه من محاسن، وكثيراً ما حضرتُ ي منزله دعوات لمثقفين عرب قدموا للرياض.
لقد رحل مثقف جواد محب لقومه العرب، مدافع عنهم بالحق، متعمق في تاريخهم وأدبهم الفصيح منه والعامي، باذل ماله وجاهه في مساعدة ذوي الحاجات.. رحمه الله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store