Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سايكس - بيكو تمزق .. لنشارك بإحلال النظام الجديد

سايكس - بيكو ، بكل عيوبه ، كان نظاماً إقليمياً حقق بعض الإستقرار بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية والخروج من الحرب العالمية الثانية ..

A A
سايكس - بيكو ، بكل عيوبه ، كان نظاماً إقليمياً حقق بعض الإستقرار بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية والخروج من الحرب العالمية الثانية .. بعض الدول القائمة اليوم لم تكن موجودة ، ولم تكن الحدود لأي منها معروفة ، كانت هناك ولايات عثمانية بمساحات أقل .. جاء البريطاني والفرنسي وأخذا في رسم خريطة للمنطقة تحوي دولاً أعطاها المنتصرون الدوليون في الحرب مسميات ، بل وأقاموا نظام حكم لكل منها ، ووصل الأمر بهم الى تسمية الحكام لهذه الدول الجديدة ، ودعموا الأنظمة الصاعدة أمنياً وعسكرياً ، وأحياناً اقتصادياً .. وفي نفس الوقت أتاحوا الفرصة لاستيراد اليهود في فلسطين يهوداً من مختلف أنحاء العالم ليقيموا دولة لهم تحت مسمى (إسرائيل ) .
حينها شعر العرب وحكامهم بأن الكيان الإسرائيلي الدخيل بمواطنيه المستوردين من أوروبا وغيرها لن يتمكن من الاستمرار والبقاء ما لم ينجح في الهيمنة على كامل المنطقة أو تمزيقها . ودخلوا في حروب معه أكدت هزائمهم أو انتصارهم المحدود فيها . حرصت القوى العالمية الكبرى على ضمان بقاء هذا الكيان المزروع في قلب العالم العربي .. ومن حينها انطلقت نظريات تتحدث عن أن من أقام ودعم نظام سايكس – بيكو لن يهدأ له بال حتى يتمكن النظام الإسرائيلي من الهيمنة على كامل المنطقة . وسارعت الأنظمة العربية الى محاربة بعضها البعض بادعاء إقامة جبهة لمواجهة إسرائيل ، ووقعت انقلابات أتت بالعسكر على رأس دول النظام الإقليمي القائم ، في تطور مماثل لما كان يحدث حينها في أميركا اللاتينية . إلا أن العسكر عجزوا عن أن يحققوا الاستسلام العربي المطلوب لإسرائيل .
وبالرغم عن المؤشرات والقناعات حول وجود نوايا للنظام العالمي الكبير بإخضاع المنطقة بكاملها لتفوق إسرائيلي عسكري إقتصادي وحضاري ، إلا أن الأنظمة العربية أصرت على أن تبقى أنظمة أمنية ، متجاهلة الاقتصاد والعلوم ، وأبعدت مواطنيها عن المشاركة في الدفاع عن أنظمة بلادهم ، بحرمانهم من قنوات تتيح لهم التعبير عن الرأي والحوار واتخاذ القرار ، فكان أن عزلت هذه الأنظمة نفسها من شعوبها لتواجه مأزقاً جديداً في برنامح تمزيق النظام الإقليمي العربي حين حل متمثلاً فيما سمي بالربيع العربي ، في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا ، وذلك بعد مرحلة غزو عسكري للعراق ألغى الغزاة خلاله نظام الدولة بكامله وأحدثوا فيه فراغاً يتيح إدخال لاعب آخر هو إيران التي يرون أن دورها في العالم العربي سيفوق الدور الإسرائيلي في التخريب والتمزيق .
سعي الكثير من الأنظمة العربية إلى إبقاء الحال كما هو عليه أدى الى ما وصلنا إليه من تمزق ومآسٍ .. ولولا أن قامت السعودية بتواجد عسكري في البحرين لوقف ما كان يجري ويدار من تخريب في مسعى لقلب النظام ، ثم دعم مصر لمواجهة الهجمة الخارجية عليها وما صاحب ذلك من أعمال إرهاب وقتل قامت بها فئة أرادت الاستيلاء على البلاد لصالح المخططات الأجنبية ، ولو لم تطلق السعودية عاصفة الحزم في اليمن ، ولولا مواقف سعودية أخرى لانهار النظام الإقليمي العربي وسالت المزيد من الدماء العربية لضمان هيمنة إسرائيل وإيران على العرب .
ليس من المنطق أن تتم عملية مواجهة مخطط التخريب القائم بدون خطة واستراتيجية واضحة المعالم تشارك فيها أنظمة عربية أخرى وتلتزم بتنفيذها .. إذ هناك مخطط خارجي ، اتضحت بعض معالمه ، يشير الى مسعى لإحلال نظام إقليمي جديد يحل محل نظام سايكس - بيكو .. وإذا لم نتمكن من إيقافه فعلينا المشاركة في صياغته على الأقل .. لذا فإن التساؤل هو: كيف ومتى سيتم ذلك ؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store