Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رسائل أحمد زكي يماني في رمضان

كتب الزميل العزيز والصديق الحميم الأستاذ محمد عمر العامودي في حديث الأربعاء 3 رمضان 1437هـ، مقالة أثارت الكثير من الشجن لدى محبي معالي الشيخ أحمد زكي يماني وزير البترول الأسبق، والكاتب والمفكر الإسلام

A A
كتب الزميل العزيز والصديق الحميم الأستاذ محمد عمر العامودي في حديث الأربعاء 3 رمضان 1437هـ، مقالة أثارت الكثير من الشجن لدى محبي معالي الشيخ أحمد زكي يماني وزير البترول الأسبق، والكاتب والمفكر الإسلامي المعروف، حول ما عوَّد معاليه محبيه خلال سنوات طوال تلقي رسالة تهنئة مع إطلالة كل شهر رمضان، وصف العامودي هذه التهنئة السنويَّة بأنَّها «غير تقليديَّة»، وتختلف عن بطاقات التهنئة المعتادة بين الناس، فهي عبارة عن كرَّاس من عدد من الصفحات، يكتبها بخط يده، وتخاطب كلَّ مَن تصل إليه باسمه، مكتوبًا بخط معاليه.. وذكر صاحب الحديث أن تلك الكرَّاسات كانت تتناول إلى جانب التهنئة بشهر الصوم موضوعات تنبثق من نفحات هذا الشهر الكريم، يلتقط منها معاليه جانبًا معيَّنًا فيجعله محور تهنئته، وفوجئ العامودي بتوقّف هذه العادة الجميلة من العام الماضي، وأرجع ذلك إلى سبب عارض، ودعا الله أن يمتِّع معاليه بالصحة والعافية، ودعا لجمع هذه الرسائل المهمّة في كتاب، وأنا بدوري أضم صوتي إلى صوت صاحب الحديث، كما أدعو لمعالي الشيخ يماني بتمام الصحة ليتحفنا بالمزيد من هذه الرسائل التي أقول إنها رسائل علميَّة رصينة تصلح للنشر في مجلات علميَّة عالميَّة، لما تمثله من حصيلة علم وتجربة طويلة في العلم الشرعي، والاقتصاد والسياسة وعلم الاجتماع، بل والطب والفلك ناهيكم عن المعرفة الموسوعيَّة بكل شؤون وشجون المجتمع المكي، ولأني -ولله الحمد- أحتفظ في زاوية خاصة من مكتبتي بهذه الرسائل جميعًا منذ بدء كتابتها إلى حين توقفها -المؤقت إن شاء الله- فقد دفعتني مقالة أخي محمد للعودة إليها، وقراءتها من جديد، رغم أني قرأتها جميعًا مرّات ومرّات خلال سنوات خلت. فوجدت فيها ما يثير العجب والإعجاب من استشراف رجل السياسة والفكر والاقتصاد، والعلم الشرعي وسواها من العلوم، أحمد زكي يماني للمستقبل، وحديثه قبل سنوات عن أمور وتحولات يتوقعها ما كان أحد يتوقعها آنذاك. فمما قاله وتوقّعه عن تغيُّر أحوال سوق النفط: «يعتقد العارفون ببواطن أمور الاقتصاد البترولي أن الظروف المريحة السائدة هي في حقيقتها سحابة عابرة، قد تبقى بضع سنين، وقد تزول قبل ذلك بحين»، إلى أن يقول: «نحن الآن في ظل أسعار مرتفعة للبترول ستعود مرة أخرى للانخفاض طال الزمن أو قصر، ومن واجبنا أن لا نفرط في دولار واحد يأتينا إضافة إلى توقعاتنا، ولا نصرفه في أوجه غير اقتصاديّة وغير مثمرة، كان ذلك في تهنئته لعام 1420هـ - 1999م، وممّا توقعه إزاء غياب الزعامة الإسلاميَّة أن تصبح المملكة العربيَّة السعوديَّة زعيمة العالم الإسلامي «فلن تكون للأمة قوة على المسرح الدولي إلاَّ إذا برزت لها زعامة وقيادة توحِّد صفوفها وتجمع شملها، وأرى أن المملكة هي الدولة المرشحة للزعامة ذلك أنّها تحتضن الحرمين الشريفين، وتحكم بالإسلام»، ورد ذلك في تهنئة عام 1429هـ.
وها نحن اليوم نرى المملكة -ولله الحمد- زعيمة العالم الإسلامي دون منازع، كما كانت لمعاليه رؤية مستقبليّة للتوحش الإسرائيلي قبل أن يظهر هذا التوحش بشكل غير مسبوق هذه الأيام، فقال في تهنئة 1431هـ - 2010م: «أكبر عدو لنا نحن المسلمين هذه الأيام هو إسرائيل التي أثبتت أنها فوق القانون فتقتل من تريد؟ ومتى تريد؟ وكيف تريد؟ والخطوة الأولى في مجابهة العدو هي معرفته، وعدونا حديث الولادة، ولكنه أظهر شراسة لم يعرفها التأريخ»، ذلك غيض من فيض ممّا ورد في رسائل الشيخ يماني على مدى ما يقرب من عقدين وهو يستحق أن يظهر في كتاب، كما أن تجارب هذا الجيل الذي لا يتكرر حَريَّة بأن يستفاد منها على المستويين العام والخاص.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store