جدة التاريخية.. وعناصر جذبها السياحي شبه الغائبة

أخذت جدة التاريخية طابعًا سياحيًّا مُميَّزًا بعد الاهتمام بها من قِبَل إمارة مكة، وأمانة جدة، ومحافظة جدة، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأصبحت فعالياتها ممتدة طوال العام تستقبل الزائرين لها من داخل المملكة وخارجها، وفي كل عام تظهر عليها إضافات جديدة وذلك لاهتمام الدولة بهذا الجزء التراثي الغالي من بلادنا، حيث يُمثِّل عراقة مدينة جدة، ورقي أهلها وتميُّزهم الحضاري لمئات السنين.
الزائر لمنطقة جدة التاريخية والتي هي جزء من المنطقة التجارية المركزية في المدينة، حيث تعج بالحركة وكثرة المتسوقين لوجود أرقى بيوتات الماركات العالمية، وأفضل المراكز التجارية، وفروع البنوك الرئيسة العاملة في المملكة، ومؤسسة النقد العربي السعودي، وتجار الجملة والتجزئة، وما يطلبه زوار هذه المنطقة، والتي يجد فيها السائح كل ما يحتاج إليه في رحلته للمملكة.
إن الذي ينقص وسط المدينة التجاري والجزء التاريخي التراثي منها هو «مواقف السيارات»، حيث تتكدس السيارات في شوارعها، وأزقتها، وجنبات طرقاتها، مما يُعرقل حركة المرور، وينتهك أرصفة المشاة، ويُربك عملية الدخول والخروج منها، ولذا يجد الزائر لهذه المنطقة مشقة كبيرة في إيجاد موقف آمن لسيّارته، ولذلك يحمل الزوار همًّا كبيراً عند محاولة زيارة هذه المنطقة، التي أصبحت من مناطق الجذب السياحي لسكان مدينة جدة وغيرهم من الزائرين من داخل المملكة وخارجها.
لذا أقترح على الهيئة العامة للسياحة مع مساهمة أمانة جدة في توفير مواقع لإنشاء مواقف عامة للسيارات داخل منطقة البلد، أو استصلاح مواقف الكورنيش (غربي مجمع الكورنيش التجاري)، وعمل مواقف متعددة الأدوار يمكن أن تستوعب عدة آلاف من السيارات إذا تم استثمارها بالشكل الأمثل، حتى تخدم المنطقة المركزية، وما حولها من مراكز خدمية، ومؤسسات تجارية ضخمة تحتاج إلى خدمات مساندة مثل المواقف العامة والخاصة للعاملين والزائرين.
رأي آخر: وجود بعض الأراضي البيضاء في حي البغدادية الغربية بجوار مسجد الجفالي يمكن أن يُستفاد منها في بناء مواقف عامة تخدم المسجد، وكذلك زوار جدة التاريخية، بحيث يعمل لها ممر مشاة بعرض (10 أمتار) بجوار البحر حتى مدخل المنطقة التراثية لتسهيل حركة الزائرين في الوصول لمنطقة البلد وما حولها، أو استخدام باصات لنقل السياح والزوار في حركة ترددية من وإلى المواقف بأسعار معقولة، تشجيعاً للسياحة وتنشيطا للحركة الاقتصادية في المنطقة.
كلّنا من مُحبِّي جدة وعشاقها، ونطمح أن نراها في أبهى حلّة، حتى تكون بحق عروس البحر الأحمر التي ينشدها كل مواطن من سكانها، أو محبيها.
الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله راعي نهضة هذه البلاد، والمحافظ الأول على تراثها القديم، والداعم لكل المشاريع التي تحافظ على أصالة وتراث هذه البلاد، والشكر موصول أيضاً لسمو أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو محافظ جدة، ومعالي أمين جدة، ولكل من أسهم وشارك في بناء، وتشييد، وترميم جدة التاريخية، وإعادة بنائها كرمز حضاري لأهالي جدة وحفظ تراثهم الجميل، الذين مازال لسان حالهم يقول: «هذه آثارنا تدل علينا، فإذا مِتنا فانظروا إلى الآثار».