Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رمضان العبادات والمعاملات

من الاعتقادات الخاطئة التي يعتقد بها البعض فصل العبادة عن السلوك ،فكلاهما مكمِّل للآخر، فقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم متمماً لمكارم الأخلاق، لأن كمال الايمان يحتم حسن الخلق.

A A
من الاعتقادات الخاطئة التي يعتقد بها البعض فصل العبادة عن السلوك ،فكلاهما مكمِّل للآخر، فقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم متمماً لمكارم الأخلاق، لأن كمال الايمان يحتم حسن الخلق. كما أن الهدف من الرسالة الإسلامية هو تطهير النفس والوصول بها إلى منزلة عالية من الارتقاء، لكي تعبد الله بقلب طاهر سليم خالٍ من الانحرافات الأخلاقية. فيجب على المسلم أن يكون على درجة عالية من الخلق اقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فلا يمكن أن تفصل العبادات عن السلوك وخلق الإنسان ويجب أن يكون ارتباط الاثنين واضحاً بطريقة التعامل خاصة في الشهر الفضيل ولا يمكن أن يكون المرء صائماً ويتلفظ بما لا يليق بمسلم يؤدي عبادة خصها الله لنفسه وهو يجزي بها الصائم. ولكن للأسف ما نشهده في الشوارع قبل الفطور سلوك مخجل يصدر من شخص يؤدي فريضة عظيمة. فكيف لنا فصل العبادة عن السلوك؟ فالعبادة علاقة بين العبد وربه، أما السلوك فهو علاقة بين الناس بعضهم البعض. فلابد أن تنعكس العلاقة الأولى على العلاقة الثانية، فالأول يحسن الثاني ويؤدبه.
أكبر شاهد على أن ثقافة ربط العبادة بالسلوك أساس ما نشهده هذه الأيام وهو عدم ضبط النفس في فترة ما قبل الإفطار مما يسبب مخاطر كبيرة جراء أفعال متهورة تصدر من أفراد وقت الذروة، حيث تزداد نسبة الحوادث بشكل ملحوظ، فيشهد الشهر الفضيل حوادث مروعة ينتج عنها عدد كبير من الضحايا منهم وفيات ومصابون، ويعتبر السبب الرئيسي لهذا هو التهور الذي يسببه أصحاب السيارات من فوضى تحدث اضطراباً في حركة السير، علاوة الى عدم احترام السلوكيات المرورية بالإضافة الى التلفظ بألفاظ غير لائقة ومن ثم مأساة تنتهي بعدد من الضحايا ليس لهم أي ذنب.
من المذنب هنا؟ ويقع الجزاء على من؟ ومن المسؤول عن فكر هؤلاء وعدم زرع المبادئ الأساسية للدين الإسلامي ألا وهو فضل الخلق الحسن قبل العلم؟
أتمنى أن يكون هناك رقابة مشددة من المرور على هؤلاء ومعاقبتهم بحزم دون تهاون معهم. برغم أن هناك تكثيفاً للدوريات الأمنية لتنظيم حركة السير، وهذا وحدة لا يكفي مع البعض. لذلك نأمل إيجاد حل للحد من تصرفات البعض، فقبل أن يسيء لشخصه قد أساء بشكل عام لسلوك مجتمع ورسم صورة سيئة عنه وهو يؤدي فريضة من فرائض الدين، مع ترك انطباع يقول :هذه أخلاق الصائم!!.
وأخيراً يجب أن نتذكر بأن الأخلاق الفاضلة سبب للوصول إلى درجات الجنات العالية، كما قال تعالى» وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store