التفاف أم ...؟!

«ليس ثمَّة مجال لمن رغب في الاحتيال».
انشغل طيف من المجتمع السعودي أيَّما انشغال في الأسبوع الفارط بالحديث والتنظير الذي تمحور جلّه حول نظام ولائحة فرض الرسوم على الأراضي البيضاء الواقعة في داخل النطاق العمراني للمدن الكبرى في المملكة، تلك التي تنوف مساحتها عن (10000 متر مربع) والمعدَّة للمتاجرة، ولم يتبيَّن أذلك قبل التطوير أم بعده، ومعلوم أن المدن الكبرى -للأسف- ترصع طبوغرافيتها بثور تلك المساحات الكبرى التي تزيد عادة مساحتها عن الخط المرجعي للمساحة الأساس، الذي اعتمد لاستحصال الرسوم أي الـ(10000 متر مربع)، وتناول أهل الرأي من الكتاب المختصين وغير المختصين في طروحاتهم هذا النظام، ولائحته، وما قد يتمخض عنه من تداعيات على السوق العقاري برمته، وذلك من منظور افتراضي حينًا، وواقعي حينًا آخر، حتى أنَّه في أحد المجالس التي نرتادها تناول نفر من المتحدّثين إيجابيَّات هكذا تنظيم وقدرته إذا ما طبّق بشفافيَّة على الإسهام في إعادة أسعار الأراضي المتضخِّمة إلى نطاق الواقع، وذلك بعد أن شهدت أسعارها ارتفاعًا مبالغًا فيه، فيما خلا من سنين أدى إلى عدم تمكّن السواد الأعظم من المواطنين حدّ الاستحالة من الحصول على أرض معقولة السعر، لبناء مسكن العمر وهم غالبًا من الشباب الذين لتوّهم يبدأون مسيرتهم العمليَّة في الحياة.
اللافت في النقاشات الدائرة أن هنالك توجهًا لدى بعض «الهوامير» لكيفية الالتفاف على نظام فرض الرسوم، والبحث عن مخارج آمنة تفضي إلى إعفاء تلك الأراضي من دفع الرسوم المقترحة في النظام، وعلينا عدم المراوغة وتسمية الأشياء بأسمائها، والحديث عن كيفية «الاحتيال» على النظام ولائحته.
ج- مكة نشرت تحقيقًا صحفيًّا في عددها (887) الصادر يوم الجمعة 1437/9/12هـ صـ13 تحت عنوان عريض: (مطوّرون ينقسمون بين التحايل والمخارج لإعفاء الأراضي من الرسوم)، وممّا جاء في سياق التحقيق أن ثمة طرقًا للالتفاف على النظام ولائحته، تعفي الأراضي من الرسوم المستحقّة، ويعني ذلك بصريح العبارة «الاحتيال»، وذلك بـ: تأجير الأرض، البناء في الأرض (غرفتين بمنافعهما)، تجزئة الأرض إلى قطع أصغر، وبيعها صوريًّا لأفراد العائلة والأقارب، تقديم مشروع على الأرض، واستغلال عامل الوقت الطويل لاعتماد المشروع، تحويل الأرض إلى استراحة «ربما نادي للفروسيَّة»، تسويرها وإلحاقها بالسكن.. تلك (6) طرق للالتفاف الآمن على النظام، ولربما يتفتق ذهن بعض «الهوامير» على طرق أخرى جديدة، أَوَلَيس الحاجة أُم الاختراع؟!
* ضوء:
(إذا لم تستطع أن تترك أثرًا جميلاً في القلوب، فلا تزرع فيها ألمًا لا يُنسى).