من كنوز المدينة المنورة .. مكتباتها

ليست كنوز المدينة قاصرة على المساجد الأثرية العظيمة كالمسجد النبوي وقباء ومسجد الإجابة والسجدة ومسجد الميقات والغمامة والفتح والراية وغيرها، بل هناك جبل أحد، وعينين، وعير، وجبل سلع، وثور، .... إلخ، إلا أن المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام متميزة بمكتباتها الشهيرة منذ القدم بينها المكتبة المحمودية، عارف حكمت، مكتبة الحرم النبوي، المؤقتية، التكية المصرية، السلفية، مكتبة رباط سيدنا إسماعيل، آل هاشم، آل بري، آل صافي، آل أسعد، ومكتبة دار الحديث، ودار الحضارم، ومدرسة العلوم الشرعية، وغيرها من المكتبات وفي مقدمتها مكتبة الملك عبدالعزيز وأربعون مكتبة أخرى يعرفها أهل المدينة المنورة. كانت مكتبة عارف حكمت وبناؤها المميز بالقباب هي الأشهر لأنها متاخمة للحرم النبوي الشريف من ناحية القبلة ولمقتنياتها العجيبة من كتب ومخطوطات نادرة وعاملين يشوقون الزائر بالمطالعة وييسرون له مهمته في جو مليء بالسكينة والهدوء. قبل خمس سنوات اختارت مكتبة الحرم النبوي موقعاً جديداً لها في الناحية الغربية وتحديداً بجوار باب الملك سعود وهناك سلالم كهربائية تقودك إلى سطح المسجد حيث المكتبة هناك ،وقد تم تزويدها بالعديد من المراجع لا سيما الشرعية منها والتاريخية بعد توسعة المكان، وما يلفت نظر الزائر بأن هناك ما يربو عن مائة وستة مراجع للتفسير متاحة للزوار والمناخ العام مهيأ للقراءة ولا يعوزها إلا الكوادر الأكثر تدريباً وتأهيلاً وتفاعلاً مع الزوار. كنت أظن أن مدينة المعرفة سوف تكتنز مكتبة كبرى محيطة بالمؤسسات العلمية والثقافية المزمع أنشاؤها ومكتبة تليق بالمكان وبالتسمية «المعرفة» إلا أن مدينة المعرفة أخذت مساراً عقارياً حقق بعض النجاح ولكن لم يحقق الهدف الأساس من إنشائها «نشر المعرفة» وجعلها مصدر إشعاع لعلماء المسلمين وعنصر جذب لهم في أعظم مكان شهد العديد من الأحداث المهمة ويرسم صورة صادقة للمدينة في ماضيها وحاضرها ونردد بشوق «اللهم حبب إلينا المدينة» .
إن ملك البلاد سلمان يتميز عن غيره بانتمائه الوثيق لعالم الكتب ليست التاريخية فحسب بل كل مناحي العلوم وإن المشهد الثقافي والعلمي في المدينة المنورة ينتظر بادرة تجمع شتات المكتبات الصغرى العديدة في مكتبة كبرى تليق بهذا المكان العظيم ،ومركز ثقافي لا يستهدف الربح يعزز من النشاطات الأخرى من الفنون التشكيلية والأدب والمسرح والموسيقى .. وهمّة أمير المدينة فيصل بن سلمان مشهود لها ،وإن غداً لناظره قريب.