Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

باب الحارة في قناة بشار

كتبت العام الماضي خلال عرض مسلسل باب الحارة في رمضان مقالة بهذه الصحيفة بعنوان: (اغلقوا باب الحارة)، بعد أن فقد المسلسل كل مصداقيته، وبات يُروِّج لأفكار غريبة وخطيرة، ولعل أشدها خطرًا تأصيل كون اليهود

A A
كتبت العام الماضي خلال عرض مسلسل باب الحارة في رمضان مقالة بهذه الصحيفة بعنوان: (اغلقوا باب الحارة)، بعد أن فقد المسلسل كل مصداقيته، وبات يُروِّج لأفكار غريبة وخطيرة، ولعل أشدها خطرًا تأصيل كون اليهود جزءًا من النسيج الوطني في الشام، بتخصيص نصف الحلقات لحارة اليهود كما سمّاها المسلسل، ثم الترويج لزواج المسلمين من يهوديات كما حصل مع «معتز» ابن زعيم «حارة الضبع»، فذلك أمر عادي كما ظهر في الحلقات، مع أن الجميع يعلم أن اليهودي من كانت أمه يهودية، وعليه فلا بأس من أن يتزوج المسلم بيهودية كما يريد هذا العمل أن يقنع الناس، حتى لو أصبح أبناء المسلمين يهودًا. ونبهتُ وقتها إلى أمور تتصل بهبوط المستوى الفني لهذا العمل الرديء وطلبت من قناة إم بي سي –وقتئذ- أن توقفه، أو أن لا تعيد إنتاجه أو شراءه؛ الموسم القادم، ثم فوجئنا بعودته للمرة الثامنة، بعد أن ملّ منه الناس.
ويشمل ذلك فئتي الجمهور العادي والمثقفين، أما الجمهور العادي فسئم من تغيير الممثلين الدائم، حتى أن بعض الشخصيات تغير ممثلوها ثلاث مرات وشمل ذلك مثلًا: «أبوحاتم» و»أبوظافر» و»بشير»، ووصل الأمر إلى «معتز»: أحد أكثر الشخصيات أهمية في المسلسل، يضاف إلى ذلك غياب القصة وضعف الحبكة والسيناريو والحوار، بل وهزال الأداء، ومل الناس من تهريج النمس «الماسخ» وكذلك دور «أبوبدر» السخيف، والتركيز على الشخصيات الثانوية مثل «عبده» و»قاعود» و»تنكة».. وسواهم.
لذلك بات العمل هابطًا ومستهلكًا ولا يستحق المشاهدة، أما جمهور المثقفين فينظر للعمل على أنه ماضٍ في تأصيل الأفكار المشبوهة كالإشادة باليهود، بتعظيم الزوجة اليهودية التي تظهر جميلة عاقلة مخلصة بمقابل الزوجة المسلمة التي تبدو متهورة، بلهاء، منعدمة الشخصية، كما يظهر في شخصيات زوجة معتز المسلمة وزوجات «عصام» الثلاث، واليهودية تُمجّد وتُكرّم، والمسلمات يُضربن ويشتمن كما حصل مع زوجة «سمعو»، ويتردد مع زوجات عصام»، إضافة إلى تصوير المسلم الملتزم بالمتزمت الظالم المعتوه الذي لا يراعي أهل بيته، ويدفع الناس للتقصير في أعمالهم ليتفرغوا للدروس الدينية.
هذه بعض الأفكار المسمومة التي يبثها العمل، ناهيكم عن دعوة الفساد لخلع «الملاية» أي العباية، وإغرائهن بالذهاب إلى «السينما»، وحدّث ولا حرج، فيما يدور في الأحداث التي يمثلها أزلام نظام بشار الذين أكد بعض زملائهم من كبار الفنانين السوريين أنهم من المحسوبين المخلصين على النظام من أمثال ميلاد يوسف: «عصام» وبسام كوسا: «الإدعشري»، ومحمد خير الجراح: «أبوبدر»، وأيمن زيدان: «أبوظافر»، ووائل شرف: «معتز» وزهير رمضان: «أبوجودت»، وسواهم. والمؤلم أن هؤلاء يرتزقون من إعلاناتنا التجارية التي تزخ على هذا المسلسل كالمطر. أما ثالثة الأثافي، فهي ما حصل هذا العام من عرض قناة «سورية دراما»، المروّجة لنظام بشار، لهذا المسلسل تزامنًا مع عرضه على إم بي سي، فهي تبث كل ليلة الحلقة نفسها في الثانية والنصف بعد منتصف الليل، ومن فاتته الحلقة في إم بي سي فلابد من أن يتحراها في «سورية دراما» التي تبثها في موعد مناسب لرمضان، بينما تعرضها إم بي سي وقت صلاة التراويح، فإذا شاهدها في سورية دراما، فسيرى الشريط الإخباري الذي يروج لنظام الأسد والروس، ويشنِّع على دول الخليج ويزوّر الحقائق، ويُعظِّم إيران، والسؤال: كيف سمحت إم بي سي أو على الأقل تغاضت عن عرض المسلسل في (سورية دراما) تزامنًا مع عرضها له؟ ووضعت نفسها في مستوى هذه القناة الهابطة؟، وإن كنتَ لا تدري فتلك مصيبة، أو كنتَ تدري فالمصيبة أعظم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store