Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نقاش رياضي وخصوصية رمضان

لعلَّ من رحمات رمضان بعباده؛ أنَّه يُقوِّي الصِّلات بين الناس، فيتزاورُون، ويُلبُّون دعوات بعضهم في موائد إفطار، فيها أجرٌ كبيرٌ لمَن فطَّر الصائمين..

A A

لعلَّ من رحمات رمضان بعباده؛ أنَّه يُقوِّي الصِّلات بين الناس، فيتزاورُون، ويُلبُّون دعوات بعضهم في موائد إفطار، فيها أجرٌ كبيرٌ لمَن فطَّر الصائمين.. يقول صلى الله عليه وسلم: «مَن فَطَّر صَائِمًا كَانَ لَهُ مِنَ الأجرِ مِثلُ أجْرِهِ، غيرَ أنَّهُ لا يَنْقص ذلكَ مِن أجْرِ الصَّائِمِ شَيءٌ»، فأجر التفطير كبير، لكن نتمنَّى أن يكون دائمًا بعيدًا عن البذخ والإسراف في الطعام، ولعلَّ من المبادرات التي سعدتُ بها في بداية الشهر الكريم، دعوة الزميل عثمان مدني لإفطار رمضاني، في اجتماع رياضيّ ضمَّ عددًا من الشخصيَّات الرياضيَّة والاجتماعيَّة، وزملاء قدامى بعضهم لمْ ألتقِ به منذ (30) سنة، فكانت فرصة للقاء بهم، وساد اللقاء مناقشات رياضيَّة واجتماعيَّة حصلت فيها الفائدة المرجوَّة، وتطرَّق النقاش إلى تميُّز رمضان كشهر تكافل اجتماعي، وتعاون على البرِّ والتقوى، وشهر ألفة ومحبَّة، وهذا اللقاء كان إحدى ثمراته الطيّبة، نسأل الله أن يكتب لزميلنا الصديق عثمان مدني الأجر الجزيل، وإنَّني بين يدي ذلك النقاش أتناول في مقالي هذا أهميَّة إحياء دور المسؤوليَّة الاجتماعيَّة في الأندية الرياضيَّة، وقيامها بالدور المأمول، وحثّ نجوم الأندية على المشاركة فيها، خاصَّة فيما تبقَّى من هذا الشهر الكريم، وأستثني أندية لها مبادرات في هذا الشهر الفضيل، حيثُ تقوم بتقديم موائد رمضانيَّة على نفقة بعض المحسنين، منها نادي الهلال، كما ذُكر في بعض وسائل الإعلام، وهي بادرة جميلة تُعزِّز دور النادي ومسؤوليّته الاجتماعيَّة، وأتمنَّى وجود بعض النجوم ومشاركتهم للناس، حتى يتعزَّزَ مفهوم التكافل الاجتماعي لديهم، ويشعروا بدورهم تجاه مجتمعهم، وتحفيزهم لعمل الخير.
خاصيَّة الشهر:
وكما هو معلوم فإنَّ هذا الشهر العظيم فيه كلُّ أنواع الخير والبر، والمولى -عزّ وجلّ- حثَّ على ذلك بقوله تعالى: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، وفي الحديث «أنَّ النبيَّ أمرَ عائشةَ أنْ تتصدَّقَ بشاةٍ مذبوحةٍ، فأخرجتهَا إلاَّ الكتفَ، فلمَّا جاءَ النبيُّ الكريمُ وسألَهَا هلْ بقِيَ منهَا شيءٌ؟ قالتْ لمْ يبقَ منهَا إلاَّ كتفُهَا، فقالَ لهَا النبيُّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ بلْ بقيتْ كلُّها إلاَّ الكتفَ»، لأنَّ ما يُنفق هو الذي يبقَى حقيقةً، وكذلك في الحديث الشريف: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ».. كما قال النبيُّ الكريمُ الذي هو قدوتنا، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أجودَ الناسِ، وكانَ أجودُ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ.. فما أجمل أن يستغلَّ المسلم ما تبقَّى من هذا الشهر الكريم في الاستزادة من الطَّاعات، ومَن كان مُفرِّطًا يُراجع نفسه، ويجتهد في الطَّاعة والعبادة، لعلَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يختم لنا جميعًا الشهر بالعتق من النار، ويرزقنا الجنَّة، إنَّه جوادٌ كريمٌ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store