معجل.. ومكمل!

«من شاور ذوي العقول، استضاء بأنوار العقول».
فرح البعض من المواطنين المستحقين للقرض العقاري والذين فاضت بهم قوائم الانتظار لدى صندوق التنمية العقاري، بتوجه وزارة الإسكان لتفعيل ما يُسمَّى بالقرض المعجَّل إذ أبرمت الوزارة اتفاقًا مع أحد المصارف لتمويل الراغبين في الحصول على هكذا تمويل، على نحو فوري «معجَّل»، ويُعدُّ هذا البرنامج أحد الحلول في تمكين المواطنين من شراء المساكن «الجاهزة» سواء كانت شققًا، أم وحدات سكنية منفصلة «فلل»، وذلك وفقًا للمعايير والاشتراطات التي حددها الصندوق!!
وبحسب المشرف العام على صندوق التنمية العقاري أن المتقدِّم على برنامج القرض المعجَّل سيحصل على القرض المذكور من المصرف مباشرة، وبشكل فوري، على أن يسدد القرض على مدى (15 سنة).. دون فوائد على المستفيد؛ لأنَّ الصندوق سيتكفَّل بدفع الفوائد نيابة عن المواطن خلال مدة القرض، مشيرًا إلى أنَّه سيضاف إلى ذلك كلفة التمويل المخفَّضة البالغة (1%) يتم سدادها بعد الانتهاء من سداد أقساط القرض المعجَّل، وعلى مدى (5) سنوات، كل ما سبق مقبول لا معقول؛ لأنَّ مبلغ القرض المعجَّل لا يكفي لشراء أيٍّ من العقارات المُشار إليها آنفًا، والمطروحة للبيع في السوق؛ ممَّا يعني أنَّ على المواطن الغلبان أن يسعى حثيثًا للحصول على ما يوازي القرض المعجَّل من البنوك مباشرة وفق ما تمليه المصارف من شروط، وهذا يعني أن يدخل المواطن في متاهة، أو هي دوَّامة أخرى، فإذا كانت تكلفة القرض المعجَّل كما ذكر فيما نُشر هي (75000) ريال، سيدفعها المواطن لاحقًا على أقساط ميسَّرة، إلاَّ أن القرض المكمل سيكون أكثر باهظيَّة، وألمًا، إذ سيكلِّف ما لا يقل بأيِّ حال من الأحوال عن (300000) ريال فوائد على مبلغ الـ(500000) ريال، أي القرض المكمل، ممَّا يعني أن على المواطن أن يدفع قسطين في آن معًا، أحدهما لسداد القرض المعجَّل، والآخر للقرض المكمل.
الأسئلة تنثال، لكنَّ الإجابة عليها تبدو عسيرة المنال، وعليه نحتاج إلى مَن ينوِّرنا في هذه القضيَّة، ونتمنَّى على الأستاذ عبدالحميد العمري أن يتولَّى مهمَّة التنوير هذه في شأن يبدو عصيًّا على الفهم.. والله المستعان.
* ضوء:
(إذا تعلَّمت الصبر، فقد اجتزت نصف مشكلات الحياة).