Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العبادة..ضوابط وشروط

ها نحن في العشر الأواخر من شهر رمضان التي ينبغي للمؤمن أن يجتهد فيها طلباً لليلة القدر وفضلها العظيم، ، وأن يجتهد المرء في الدعاء والتضرّع إلى الله سبحانه وتعالى.

A A
ها نحن في العشر الأواخر من شهر رمضان التي ينبغي للمؤمن أن يجتهد فيها طلباً لليلة القدر وفضلها العظيم، ، وأن يجتهد المرء في الدعاء والتضرّع إلى الله سبحانه وتعالى. فكثير من الناس يُكثر في هذه الأيام الفضيلة تحديداً من الذهاب للحرمين الشريفين ، ولكن البعض يبالغ في اجتهاده مما يتسبب في إرهاق نفسه والضرر بغيره. فعلى سبيل المثال، يقوم البعض خلال هذا الشهر الكريم بالإكثار والمبالغة بأداء العمرة خاصةً في العشر الأواخر من شهر رمضان، مما يتسبب بالزحام ومضايقة المصلّين ومما يترتب عليه أيضاً من عدم تمكين العديد من الناس الراجين الثواب والطامعين في الأجر من الصلاة داخل الحرم . وهذا ما نوّه عنه مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بعدم تكرار المسلمين العمرة في رمضان أكثر من مرة، كما ذكر أنّه يخشى على المكثرين من العمرة خلال شهر رمضان ألا يؤجروا، داعياً إياهم إلى عدم الإكثار من العمرة وإفساح المجال لغيرهم من المسلمين.
كذلك أيضاً الحال في المعتكفين في الحرم، حيث أنّهم لم يلتزموا بشروط وضوابط الاعتكاف والتي حرصت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين والمديرية العامة على التذكير بها دوماً وحثّ المعتكفين على الالتزام بها. فمن أبرز هذه الشروط المحافظة على نظافة الحرمين الشريفين واحترام قداسة المكان المُعتكف به. حيث إنّ ما نجده اليوم هو قيام أغلب المعتكفين بالضرب بعرض الحائط كافة ما جاء في هذه التعليمات، كقيام المعتكفين بعدم الالتزام بالجلوس في الأماكن المخصصة للاعتكاف داخل المسجد، بالإضافة إلى عدم احترام قداسة المكان من خلال تعليقهم لملابسهم الشخصيّة على الخزائن المخصصة لوضع القرآن الكريم وعدم المحافظة على نظافة المكان.
إنّ الاعتكاف نافلة من النوافل وليس واجباً ..ورد فعله عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أليس الأولى بمن أراد الاقتداء بسنة سيد الخلق أن يتبع ما جاء فيها جميعاً ويتقيّد بالأفعال التي حثّنا على فعلها وترك ما دونها؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال «بُني الدِّين على النَّظافة» وقال أيضاً «لا ضرر ولا ضرار» فأينّ التقيّد بتعاليم سيد الخلق في ذلك؟ أين تطبيق ما جاء في سنته؟
على المعتكفين ألاّ ينسوا الآداب المتعلقّة بالنظافة واحترام المساجد كما عليهم عدم الإضرار بإخوانهم المسلمين وإتمام شروط الاعتكاف على أتّم وجه. كما أنّ على المسلمين التقيّد بالتعاليم الصادرة عن رئاسة الحرمين وإفساح المجال لغيرهم في الحصول على مثوبة هذا الشهر الفضيل، وذلك من خلال التوسعة لغيرهم في أداء العمرة وأداء الصلاة في أقرب مسجد لهم وليس شرطاً في الحرم، فالله هو الأعلم بالنيات وهو المجيب للدعوات. أسأل الله أن يتقبل منّا جميعًا أعمالنا ويستجيب دعاءنا ويبلغنا رمضان القادم ونحن في أحسن حال.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store