الذمة المالية ومواجهة إساءة السمعة

من الجميل والرائع ما تم دراسته من إقرار الذمة المالية والذي تطرقت اليه في مقالي الأسبوع الماضي والذي تضمن إلزام الوزراء وشاغلي المرتبة الممتازة والعديد من أصحاب المناصب بتقديم إقرارات الذمة المالية وهي ما تسهم في حماية مصالح البلد والمال العام من الفساد وتضمن جواً صحياً آمناً من العمل المستدام في سبيل تحقيق تنمية مستدامة أساسها النزاهة وروحها التعاون في سبيل إنجاز ما يتطلع اليه الوطن من كل مسؤول أنيطت بِه مهمة أو مسؤولية وأتمنى أن يكون المشروع الذي يدرسه مجلس الشورى جزءاً من مشاريع أخرى للدولة في محاصرة الفساد وفي التشهير بكل من تسول له نفسه النيل من المال العام أو استغلال السلطة أو الدخول في قضايا مماثلة من الرشوة وغيرها التي شكلت في وقت مضى معول هدم لأركان التنمية لدينا .
وفي مقالي أؤكد انه يجب أن يُركَّز أيضاً في هذا المشروع العام الحيوي على البلاغات التي وضعت عليها عقوبات ضمن نص دراسة المشروع وهذه نقطة هامة جدا فمن أمن العقوبة أساء الأدب بل يجب أن يُتولى التحقيق بدقة في البلاغات المقدمة وأن لا تكون سبيلاً لدى البعض لتصفية الحسابات الخاصة أو الإساءة الى بعض المسؤولين أما اذا تأكد البلاغ وكان مكتمل الأطراف فأنا مع تطبيق النظام بالعقوبة المقررة وفق الأنظمة وأيضاً لا بد من اقتران ذلك بالاسم المتورط في الفساد والذي لم يلتزم بمشروع إقرارات الذمة المالية أي وقع في أي اخطاء أو أدين بأي شكل من أشكال الإدانات في قضايا الفساد المختلفة .
إن وجود أنظمة وعقوبات قوية ستحاصر الفساد وأرى أيضاً ان يتم البحث في تفاصيل عمل الجهات الرقابية التي يجب أن تقدم عملاً حقيقياً موازياً لتخطيط الدولة وآمالها وأهدافها في حماية المال العام والحفاظ على مقدراتها وتحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها هذه الجهات
فما بين البلاغ والاقرار المفترض تقديمه عن الذمة المالية يختصر المشروع العديد من الرؤى المستقبلية نحو مستقبل آمن للوطن من الفساد ،فعلى المسؤول أيا كان وبعيداً عن الإلزام بهذه القرارات التي لا تزال في الدراسة عليه أن يكون أميناً وأن تكون ذمته المالية خالية من الأخطاء والتجاوزات وعليه أن يبادر باقرار الذمة المالية لأن ذلك سيضعه في الجانب الامن أمام الله ثم مسؤوليته وعلى كل مواطن أن يعي أن البلاغات متاحة لكل انسان بل هي واجب لحماية المال العام ودرء الفساد ولكن على المبلِّغ أيضاً أن يعلم أن جريمته جزء من الفساد وإساءة للسمعة اذا كانت لمصالح شخصية أو لتصفية حسابات.
وطننا أمام مستقبل فلنكن جميعا من يبنيه لبنة لبنة حتى نصل إلى بناء عظيم من التنمية يكون انموذجاً عملياً وعلمياً على مستوى العالم.