Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الخير السعودي غير المنقطع في رمضان وبعده

ونحن نعيش هذه الأيام فرحة العيد، نتذكَّر ما كان في رمضان من أعمال البر والإحسان، إذ حيثما حللت في أيّ مدينة، أو قرية في بلادنا المسلمة الطيّبة، كنت ترى موائد الإفطار عامرة، وفي انتظار الضيفان من الصائ

A A
ونحن نعيش هذه الأيام فرحة العيد، نتذكَّر ما كان في رمضان من أعمال البر والإحسان، إذ حيثما حللت في أيّ مدينة، أو قرية في بلادنا المسلمة الطيّبة، كنت ترى موائد الإفطار عامرة، وفي انتظار الضيفان من الصائمين، خصوصًا في المساجد وحولها، حتَّى كنَّا نرى يافطات عريضة في قارعة الطريق كُتب عليه (إفطار صائم) مع رسم سهم يشير إلى مكان تفطير الصائمين، بحيث أصبح الفقير، وذو الحاجة في غنى تام عن أن يسأل الناس إلحافًا، فإن حان موعد الإفطار ما عليه إلاَّ أن يخرج من داره، ليرى الموائد في كلِّ مكان، ويتخيَّر منها ما يشاء. وكان يتقدَّم هذه الموائد المباركة جميعًا موائد الحرمين الشريفين، التي تفرش في ساحاتها السفر، ويتسابق الناس بحجز أماكن لهم، ليضعوا فيها أهم ما يلزم الصائم ليفطر من ماء زمزم، والرطب، أو التمر، واللبن، والخبز، إضافة إلى ما تتميَّز به موائد المدينة المنورة من (شُريك)، و(دقة)، وسوى ذلك ممّا يسعد النفس، ويشبع العين قبل البطن، فتأكل وتشعر بهناءة عجيبة، ولذة تفوق لذة أطايب الطعام من لحوم، أو أسماك، أو غيرها، ذلك أنَّ مَن يقدِّمون لك الطعام، ويتسابقون على دعوتك لسفرتهم، لا يفعلون ذلك إلاَّ ابتغاء مرضاة الله، وطمعًا في أن يكون لهم أجرك نفسه، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. وسوى هذا الخير العميم الذي نجده بلادنا في كل مكان في رمضان، كنّا نتلقَّى رسائل نصيّة، وعلى الواتس، وسواهما من وسائل التواصل، تعلن عن توفر سلال رمضانيَّة، و(أرزاق) لمن يحتاجها في رمضان، وما عليه إلاَّ أن يتَّصل برقم معين لتصل إليه احتياجاته، فأحسب -والله أعلم- أنَّه لا توجد ولو أسرة واحدة في بلد الخير والعطاء، إلاَّ وقد وجدت كل ما تحتاج إليه من طعام وشراب في شهر الخير والعطاء. ناهكيم عن جمعيَّاتنا ومؤسّساتنا الخيريَّة الكثيرة التي تتسابق في الخيرات، وتتفنن في تنظيم برامج موسميَّة لإفطار الصائم، ما بين توزيع سلال رمضانيَّة بها كل احتياجات الأسرة، أو توزيع قسائم شرائيَّة بمبالغ مناسبة لتختار كل عائلة ما تريده وما يكفيها تحديدًا من أكبر محلات السوبر ماركت، إضافة إلى عادة حسنة رأيناها خلال سنوات مضت من توزيع الوجبات الجافَّة والسريعة عند إشارات المرور، على السائقين، وركاب السيَّارات الذين حلَّ عليهم موعد الإفطار قبل وصولهم لدورهم، أو وجهتهم، وتكون هذه الوجبات بردًا وسلامًا على الصائمين، بما تحويه من تمر وماء ولبن وسواه. وهذا الخير السعودي ليس قاصرًا على الصائمين داخل المملكة فحسب، بل إن بعض جمعيَّاتنا ومنظماتنا الخيريَّة العالميَّة أطلقت برامج موسَّعة جدًّا لتفطير الصائمين في كل بقاع العالم الإسلامي، دون استثناء، وفي مقدمة هذه المنظمات، هيئة الإغاثة الإسلاميَّة العالمية التي وزّعت السلال الغذائيَّة في 24 دولة في قارات آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وتنتشر مكاتبها في دول هذه القارات الثلاث، بحيث تغطي كل المناطق التي تحتاج للإغاثة الطبيَّة والغذائيَّة والتعليميَّة وسواها، ويشملها برنامج إفطار صائم الذي تتقدَّم فيه الهيئة عن كلِِّ المنظمات الخيريَّة الإسلاميَّة في ما يرصد له من أموال، وما يغطيه من رقعة جغرافيَّة واسعة. وقد فرَّغت الهيئة جهودها هذا العام لتقديم هذا البرنامج بتوسع خارج المملكة، بعد أن كانت تتقدَّم كل الجمعيَّات الخيريَّة في برنامج إفطار صائم في الداخل على مدى ثلاثين عامًا. إنَّه عطاء لا ينقطع -بإذن الله- من أبناء هذا الشعب المعطاء، في هذا الشهر الكريم، خصوصًا، وعلى مدى العام كله عمومًا، داخل هذه البلاد خصوصًا، وفي كل مكان عمومًا. وكل عام أنتم بخير
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store