Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الدخان الأسود في سماء المدينة !!

فجر الاثنين 4 يوليو 2016م انشغلنا بأخبار التفجير الإرهابي قرب القنصلية الأمريكية بجدة، لكننا حمدنا الله أن المجرم نال ما يستحقه وقتل بما يحمله من متفجرات كانت تستهدف المصلين في المسجد القريب من القنصل

A A
فجر الاثنين 4 يوليو 2016م انشغلنا بأخبار التفجير الإرهابي قرب القنصلية الأمريكية بجدة، لكننا حمدنا الله أن المجرم نال ما يستحقه وقتل بما يحمله من متفجرات كانت تستهدف المصلين في المسجد القريب من القنصلية، لكن فكرة استهداف الآمنين في بيوت الله حطت على قلوبنا كغمامة سوداء، مع أن جرائم الإرهاب أرهقت العالم لأنها تزهق أرواح الأبرياء، وتدمر منجزات الأوطان، لكن وقعها في شهر رمضان وفي العشر الأخيرة، التي ينشغل فيها المسلمون بالتقرب إلى الله بالعبادات والزكاة أحدث لنا هذه الصدمة التي تحولت إلى فاجعة مع تتالي الحوادث ،خلال أقل من أربع وعشرين ساعة أربعة تفجيرات في آخر آيام رمضان والمسلمون يتحرون رؤية هلال العيد، هل يمكن أن يستوعب العقل هذه الجرائم في بلاد الحرمين؟ هل هي وسيلة جديدة من وسائل إيران لإثبات عدم قدرة السعودية على حماية مقدسات المسلمين ؟!!، بعد أن فشلت محاولات إثارة الفتنة الطائفية من خلال تفجيرات القطيف والدمام والأحساء، في شهر رمضان الماضي تم تفجير مسجد الإمام علي في بلدة القديح في القطيف في 22 مايو 2015م، وفي 29 مايو 2015م تم إحباط محاولة تفجير جامع الإمام حسين في مدينة الدمام أثناء خطبة الجمعة لكن الارهابي فجَّر نفسه في الشباب الذين ذهبوا ضحية حمايتهم للمصلين، كذلك دفع عدد من رجال الأمن أرواحهم فداء لألوف المصلين في المسجد النبوي الشريف يوم الإثنين الماضي.
لم نكن نتصور أن الإجرام بلغ به المدى أن يستهدف المصلين في بيوت الله في شهر رمضان، وبالقرب من مسجد خير الأنام. في الحادثة الأولى في جدة أراد الله أن يشل حركتهم وأن يرد كيدهم إلى نحورهم فينفجر الأول قبل دخوله المسجد، حادثتا القطيف أيضا ربما لم تسفرا عن ضحايا ليس لدي معلومات حتى كتابة المقال، لكن حادثة المسجد النبوي ذهب ضحيتها رجال أمن ذهبوا إلى الشهادة وهم يؤدون الأمانة بكل شجاعة وإخلاص.
مع كل حادثة إرهابية، أو استهداف لأمن الوطن وسياسته وولاة أمره يصبح السعوديون على قلب رجل واحد ضد كل معتدٍ، وأنا أتابع رسائل الواتس، أشعر بعظمة هذا الوطن رغم الجراح النازفة في قلوبنا مع كل عملية ارهابية يذهب ضحيتها إنسان وجد صدفة في المكان أو رجل أمن صد بروحه خطر الإجرام.
إذا كانت فكرة الدولة الإسلامية الكبرى لازالت تراود تلك الجماعات فهي لن تقوم أبداً لأن لا أحد يقبل بالفعل الخسيس وقتل الأبرياء بالتفجيرات الإرهابية تحت أي مسمى، أما إن كانت أيدٍ خارجية تريد زعزعة الأمن وإظهار العجز في حماية المقدسات والمسلمين سواء المعتمرين والزائرين لمسجد المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، فالمردود على المستوى الأمنى واللحمة الوطنية لابد أن يصيبهم بخيبة الأمل للفشل المتكرر في إحراز تقدم على مستوى أهدافهم الدنيئة.
لكن هؤلاء الشباب كيف يتسربون من بين أيدينا ويقعون في أيدي هذه الجماعات الإرهابية والمنظمات التخريبية؟ لا بد من مراجعة صادقة وشفيفة مع أنفسنا ومن كل أجهزة الدولة لماذا يذهب شبابنا إلى الموت بكل سهولة؟ هل لأننا أغلقنا عليهم منافذ الفرح، فأصبحوا صيداً سهلاً لتلك الجماعات التي لا يتضح ما هي أهدافها والخطأ وصفها بالاسلامية لأن أفعالها لا تتفق مع الرسالة المحمدية التي جاءت نوراً وهدى للبشرية.
لازال بعض من يطلق عليهم دعاة يبدلون وجوههم ولا نعرف ماذا خلف الوجوه التي يظهرون بها في كل مرة وقد ثبت تحريضهم للشباب وانتماءاتهم للجماعات المصنفة ارهابية، هؤلاء خطر داخلي يؤازر الأخطار الخارجية التي تتربص بهذا الوطن.
هذا الشاب الذي فجر نفسه في مدينة المصطفى عمره « 18 « سنة، سألتني صديقة ابنتي هل هذا إسلام؟ قلت لها هذا الارهابي الذي فجَّر نفسه عند مسجد الرسول يبلغ من العمر « 18 « عاما ،ماذا يفهم من الاسلام ومعانيه السامية؟
عذرا قارئي الكريم التهنئة بهذا اليوم السعيد انزوت واضمحلت أمام هذه الأحداث الدامية وأرواح شهدائنا البواسل وأسرهم الذين لم يطرق العيد أبوابهم ،تغمدهم الله برحمته وألهم ذويهم الصبر والسلوان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store