Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هيلاري .. بكعب عالٍ وقفاز من حرير قادمة !

منذ عهد الملكة «بلقيس» ملكة سبأ تواصل عمل المرأة القيادي ودخلت التاريخ لا نقول من أوسع أبوابه ولا حتى من أضيقها إذ إن التاريخ القديم والحاضر سجل لها أفولاً سياسياً بنسبة أعلى من الصعود ، وقد يعود ذلك

A A
منذ عهد الملكة «بلقيس» ملكة سبأ تواصل عمل المرأة القيادي ودخلت التاريخ لا نقول من أوسع أبوابه ولا حتى من أضيقها إذ إن التاريخ القديم والحاضر سجل لها أفولاً سياسياً بنسبة أعلى من الصعود ، وقد يعود ذلك لكون المرأة تحكم بعاطفتها لا بعقلها .
ففي النظم السياسية ، برغم أن شرط الجنس قصر ممارسة الانتخاب على الرجال دون النساء ، إلا أنه جعله لا يتنافي مع مبدأ الاقتراع العام في الفقه الدستوري ، ولذلك فإن معظم دساتير العالم في الوقت الحاضر تعطى المرأة حق الانتخاب على قدم المساواة مع الرجل . ولم يكن الحال كذلك في القرن التاسع عشر كما جاء في كتب النظم السياسية في العالم ، حيث كانت القاعدة السائدة في جميع دول العالم تقريباً هي حرمان المرأة من الحقوق السياسية ومنها حق الانتخاب . إلا أن الوضع بدأ في التغيير في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر عندما منحت ولاية (دونج) في الولايات المتحدة الأمريكية حق الانتخاب للنساء عام 1869م ثم تبعتها معظم الولايات في هذا المسلك حتى تم تعديل الدستور الاتحادي نفسه سنة 1920م.
وشهد النصف الأول من القرن العشرين تتابع الدول في منح المرأة حق الانتخاب أسوة بالرجل ، ومن ثم تطورت المسألة الى دخول المرأة بداية كعضوة في البرلمان ومن ثم زعامة حزب تقود المعارضة وانتهاء برئاسة الوزارة .
وعلى سبيل المثال لا الحصر، شهد النصف الأخير من القرن الحالي تبوؤ المرأة منصب رئاسة الوزارة، ورئاسة الدولة ، فهناك مثلاً (انديرا غاندي) و (باندرانايكا) و (كورازون اكينو) و (بوتو) و (خالدة) في بنجلاديش و (مارجريت تاتشر) و(كريسون) رئيسة وزراء فرنسا ، وأخيراً « أنجيلا ميركل « المستشارة الألمانية حالياً .
كل أولئك ، كن صاحبات قرار سياسي وأحياناً عسكري إذا لزم الأمر .
والمرأة كحاكمة لا يخشى منها في دول العالم الثالث، ولكن الخطر يكمن في المرأة التي تتسلم زمام القيادة في إحدى الدول العظمى ، كـ ( هيلاري كلنتون ) التي تتهيأ لمسك زمام حكم الولايات المتحدة .!
قرار الحرب في جزر فوكلاند اتخذته امرأة وانسحب منه رجل . لقد انسحب اللورد كارينغتون يوم ذاك ، وكان وقتها وزيراً للخارجية عندما قدم استقالته احتجاجاً على عدم إدراك الحكومة للمخاطر السياسية الناجمة عن الموقف البريطاني المتشدد والمحبِّذ للحرب .. فجاءت النتيجة مشجعة حيث انتصرت بريطانيا وكسبت الحرب الأمر الذي مكن «تاتشر « من كسب الرهان والانتصار على خصومها السياسيين .
إن التشريعات في الدول العظمى لا تمنع المرأة من ارتقاء سلم الزعامة ، ولكن هل يفرش زعماء الأحزاب المختلفة في تلك البلدان الورود أمام أي سيدة والعالم يتطلع بتسخيره كل طاقاته إلى جعل الحرب القادمة (حرب نجوم) ؟!
وهل ستشعر تلك السيدة إن تم تعيينها بالهلع الذي يمزق أوصال الضعفاء في العالم وتستجيب لنداءاتهم واستغاثاتهم كما تستجيب لطلبات طفلها ؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store