Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وللشباب في العيد عتاب

انتهى العيد، وظلت شكوى الشباب والأطفال مستمرة من عدم وجود أماكن للترفيه تشبع طموحهم وتستوعب طاقاتهم في كل إجازة، ولكنها تفاقمت هذا العيد، لأنه جاء في عز الصيف، كل الأماكن المفتوحة رطوبة شديدة تفسد فرح

A A
انتهى العيد، وظلت شكوى الشباب والأطفال مستمرة من عدم وجود أماكن للترفيه تشبع طموحهم وتستوعب طاقاتهم في كل إجازة، ولكنها تفاقمت هذا العيد، لأنه جاء في عز الصيف، كل الأماكن المفتوحة رطوبة شديدة تفسد فرحتهم وأزياءهم الجديدة، وتسريحات الصغيرات الجميلة التي أنفقت الأمهات أوقاتاً طويلة لتصفيفها.
مصليات العيد بحاجة إلى إعادة نظر، المساجد المكيفة تزدحم ويضطر الأغلبية للجلوس في الساحات المكشوفة دون تكييف أو تهوية مما يحيل الفرحة إلى معاناة شديدة مع الحرارة والرطوبة الكثيفة في صباح العيد، لماذا لا تغطى المساحات المكشوفة كي يتم تبريدها رحمة بالصغار والكبار الذين عادوا هذا العام والأعوام الماضية ليخلعوا ملابس العيد المبللة بالرطوبة وارتداء ملابس أخرى لاستكمال إفطار العيد.
تغطية المصليات وتبريدها ليست صعبة على الجهة المعنية لوضعها في التخطيط لتنفيذها للعيد القادم بإذن الله، أما العتاب المتكرر حد الملل فهو افتقاد أماكن، لا توجد أماكن مغلقة وجيدة التكييف سوى المطاعم، كل يوم يذهبون إلى أحد المطاعم ويعودون أكثر رغبة في قضاء وقت ممتع خارج المنزل، كم مرة ذكرنا كلمة « لو « لوكان هناك مسارح ودور سينما وحفلات غنائية تنظمها مؤسسات الدولة كي لا يستغل التاجر أو المستثمر الفراغ والحاجة بمضاعفة الأسعار كما يحدث في المنتجعات السياحية على البحر أو في الهدا والشفا مع أنها وضعت لنفسها اسماً على غير مسمى، وتفتقد الكثير من وسائل الراحة والترفيه وتأخذ أكثر مما تستحق مستغلة الفراغ والحاجة وأقصد بالفراغ عدم وجود بدائل وخيارات تجبرها على تجويد خدماتها وخفض أسعارها، كذلك ترك لها الحبل على الغارب فلا رقابة ولا تحديد أسعار ومستويات، والضحية المواطن الذي يبحث عما يسعد أسرته حتى لو دفع أكثر، فيكتشف المعاناة نتيجة افتقاد مقومات الترفيه والراحة حتى فيما يسمى « منتجعات سياحية « وهي ليست كذلك على الإطلاق.
رغم الرطوبة والحرارة وأحداث التفجيرات الأخيرة في الأرض الطيبة وفي مسجد الرسول وتفجيرات القطيف وجدة فإن ذلك لم يُعق المواطنين والمقيمين والجميع عن حضور صلاة المشهد والاستمتاع بالعيد رغم الألم والحزن على ضراوة وجبروت هذه القلوب التي لم تتورع عن إرهاب الآمنين في مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي القطيف وجدة، ربما كان هدفها إحداث ربكة في آخر أيام رمضان وصد الناس عن صلاة المشهد في الحرمين الشريفين وفي مصليات العيد خوفاً من التفجيرات، لكن بفضل الله لم تهتز ثقتنا في التدابير الأمنية، وأتصور كما مضى الأمر في بيتي مضى كذلك لدى الجميع أي لم نتردد أو نفكر مجرد تفكير في إمكانية حدوث تفجير يعيقنا أو يحول دون رغبة الصغار والكبار في أداء صلاة العيد كما هو معتاد، وهذا المشهد العظيم الذي شهده الجميع في كل المساجد والمصليات يثبت فشل مخططهم الإرهابي في آخر أيام رمضان كما يثبت قدرة وتمكُّن الأمن السعودي ووزارة الداخلية بقيادة محمد بن نايف، وأنها من أقوى الوزارات الأمنية في المنطقة، استطاعت بالإمكانيات البشرية والتقنية تقليل الخسائر البشرية، وتمكنت في وقت قياسي من إعلان هوية المجرم مستهدف المصلين في مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكذلك الإرهابيين في القطيف وفي جدة.
هي هذه الحقيقة المطلقة التي يجب أن يفكر بها أولئك الذين يريدون سوءاً بهذا الوطن، أو المراهنون على زعزعة الأمن أو إثارة الخوف في قلوب المواطنين أو الذين يظنون أن هذه العمليات يمكن أن تؤثر على العلاقة بين القيادة والشعب السعودي، أو أنها يمكن أن تفصم عرى الولاء والحب، إنهم ليسوا فقط مخطئين بل فاشلون، لكنهم يغررون بالشباب، لذلك لا بد من توفير أسباب الترفيه والمتعة للشباب والصغار، لغلق أبواب الاستدراج والاستقطاب لمن يريد سوءاً بهذا الوطن.
يوم العيد والعائلة مجتمعة فاجأنا شباب وشابات العائلة بوضع السلام الملكي والوقوف وكأننا في محفل رسمي، والأغاني الوطنية، وأنا واثقة بأن هذا حدث في كل تجمع عائلي مع دعوات الكبار « اللهم احفظ هذا الوطن آمناً مستقراً» هؤلاء الشباب ألا يستحقون الفرح والترفيه في كل مناسبة؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store