Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ظاهرة قتل الأقربين.. أين الخلل؟

ودع المسلمون من أيام قلائل ليالي وأيام الشهر الفضيل الروحية ، لكنّ وداع هذا العام - وأسفاه - لم يجرِ على المعتاد لعقود طويلة بل ولقرون طويلة ، فقد قام البعض المتطرف من بني جلدتنا باستهداف مسجد رسول

A A
ودع المسلمون من أيام قلائل ليالي وأيام الشهر الفضيل الروحية ، لكنّ وداع هذا العام - وأسفاه - لم يجرِ على المعتاد لعقود طويلة بل ولقرون طويلة ، فقد قام البعض المتطرف من بني جلدتنا باستهداف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفجيرات قبيل أذان المغرب فقتل 4 من رجال الأمن المنوط بهم توفير الأمن الوارف في المسجد وساحاته ، فجمعوا إثماً كبيراً مضاعفاً أضعافاً كثيرة منها : سفك الدم الحرام في ساحات المسجد النبوي الشريف ثاني أعظم مسجد لدى المسلمين وفي لحظة الإفطار زاعمين التقرب لله بذلك العمل الشائن . و لتصور مدى فداحة الجرم في استهداف المسجد الشريف فقد كانت أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها تشرف على أعمال الصيانة للمسجد وتنهى عن مجرد دق مسمار بعنف في جدران المسجد منعاً لإزعاج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره. فـ «إنا لله وإنا إليه راجعون».
وواحدة أخرى هي ثالثة الأثافي للمجتمع السعودي بل و العربي الإسلامي هي الصورة الذهنية المغلوطة عن الذات ، فقد كانت الصورة عن الذات «جميلة» إلى أن كشفت الأحداث المتطرفة عن زيفها من خلال تلك الجرائم النكراء ، وحق للمرء أن يتساءل عن أي غسيل للمخ تعرض إليه أولئك المتطرفون حتى استمرأوا قتل الوالدين والإخوة والأقربين حتى ولو بذريعة الكفر والله تعالى يأمر عباده بالإحسان إلى الوالدين حتى وإن دعوك للكفر بالله ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا....) الآية الكريمة .. الأبناء في سن الطفولة يعتمدون بشكل كبير و مباشر على الوالدين في تعلم سلوكهم السوي المستقيم. إذاً أين يكمن الخلل. في أمور عدة من أهمها :
- تفكك الأسر وتخلي الوالدين عن الدور التربوي : فكثير من أرباب الأسر يحصرون أدوارهم في تربية الأولاد في توفير ماديات الحياة لهم ، وفي المظاهر الإجتماعية «للتفاخر» كمثل اعتياد تناول الوجبات في المطاعم الفاخرة والسكن في فيلات فخمة وركوب السيارات الفارهة والسفر إلى رحلات سياحية من طراز الخمس نجوم سنوياً .... الخ ، وكثيراً ما تترك الأم المشغولة «بإثبات الذات» تربية الأبناء للشغالات التي يصدر منهن كل أنواع الجرائم في حق الأبناء.
- تغذية الأطفال إلكترونياً بما يشوش أذهانهم من انفصام مما ينال من القيم العربية الإسلامية من جهة وقيم العنف والقتل والاغتصاب وعدم المبالاة بالقيم ، وهي آليات إفساد في الأرض متعمد. لعبة «بيكمون» مثلاً التي «طورت مؤخراً إلى لعبة حركية» فبزعم تدريب الناشئة على الحركة الرياضية فإن اللعبة تبيح مثلاً للاعب اقتحام بيوت الجيران بحثاً عن المجرم المختبئ فيها.
-المخدرات الإلكترونية : وهذا شكل جديد من أشكال تخريب منظومة القيم الأخلاقية عند الشباب الذين يدخلون مواقعها ، وتخاطب الجزء اللاواعي من الدماغ وتعيد برمجته فتتحكم في سلوكيات الشباب بطرق غير مباشرة وتصل خطورتها حد التسبب في الوفاة.
كل ذلك مجرد غيض من فيض من أسباب استهداف أبنائنا من حيث لا يدرون ، لنجد أن من بينهم من تحول لعدو مبين. وللتغلب على هذا الإجرام لا بد من دراسة هذه الظاهرة من قبل لجنة وطنية متخصصة بإشراف الجهات المعنية ، والخروج بتوصيات عملية لصد هذه الهجمة العدوانية على كياننا. وبالله التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store