Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

(كلا ، إن الإنسان ليطغى) !

- غرقت الأرض بالدم الحرام ، ولم يعد ثمة مكان يخلو من احتمالات ارتكاب جريمة بشعة ، طغيان البشر حوّل الأرض التي استخلفوا عليها إلى ساحات قتل ، ومنصات للنحر والجزر ،

A A
- غرقت الأرض بالدم الحرام ، ولم يعد ثمة مكان يخلو من احتمالات ارتكاب جريمة بشعة ، طغيان البشر حوّل الأرض التي استخلفوا عليها إلى ساحات قتل ، ومنصات للنحر والجزر ،
- دماء الأبرياء تسفك في كل مكان ، لخلافات سياسية ، أو اختلافات مذهبية ، مصالح وأطماع تغيّب الضمائر و تستبدل العقل البشري بمخيلات الوحوش المسعورة ، التي لا تسمع إلا صوت الجوع ولا ترى الأبرياء إلا كمائدة العيد ، فتنطلق نحوهم عشواء ولعابها يتقاطر لنحرهم وشرب دمائهم ، فما عسانا أن نقول وكل أسئلتنا هباء ، وكل الإجابات هراء ، من يسل سكينه لطعن البطن التي حملته أو من يفجر مسجداً يزدحم بالركَّع السجود و يضج بـ «يارب» أو من يعلق المخالفين على مشانق شاهقة ليراها القاصي والداني أو من يقذف القنابل على العزل المستضعفين ، هل ينتظر منهم جواباً لأسئلة من نوع :
- لماذا تقتل الأبرياء ؟ ألا تخشى الله ؟ ألا تتذكر يوم الحشر ؟ هل قرأت يوماً قوله - جل وعلا-
(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) هل أنت أكيد من أن ما تفعله صواب ؟ هل كشفت عن قلوبهم قبل قتلهم ، هل قرأت القرآن يوماً ، ألا تتحرك في نفسك نزعة رحمة حين تتلو «بسم الله الرحمن الرحيم» ؟
هل فكرت بقوله تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) قبل أن تخطط لجريمتك ؟ هل اطلعت على أحاديث الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم ؟ ما قولك بقوله : (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار) وقوله : (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق) أو قوله : (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً) ؟
هل ننتظر من مغيبي العقول ، ذوي النزعات المتوحشة أن يفكروا ويتراجعوا ويتوبوا ويستغفروا ؟
- ستبقى أسئلتنا غارقة بألم قتل الإنسان لأخيه الإنسان ، غاصة بمرارة جبروت الطغاة الذين انسلخوا من الفطرة وخرجوا عن الأديان وشرّعوا لأنفسهم عقيدة عشق الدم الحرام !
- ويبقى اللجوء لله - عز وجل - هو الملاذ الآمن نستنشق منه الأمل ونحن نختنق باليأس ، ونتضرع له - سبحانه - أن يرفع عن البشرية جمعاء هذه الفتن المظلمة ، وأن يحقن دماء الأبرياء ويهلك الطغاة القتلة الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store