Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حتى نحمي أبناءنا من مفاسد الفراغ

تعتبر الإجازة الصيفية لهذا العام هي الأطول بين الإجازات وكثير من أبنائنا الطلاب لا يحسنون استغلالها، فهي ناقوس خطر بالنسبة للأهالي وأرض خصبة لانحراف الشباب والشابات، بسبب طول وقت الفراغ، فمعظمهم يعتبر

A A
تعتبر الإجازة الصيفية لهذا العام هي الأطول بين الإجازات وكثير من أبنائنا الطلاب لا يحسنون استغلالها، فهي ناقوس خطر بالنسبة للأهالي وأرض خصبة لانحراف الشباب والشابات، بسبب طول وقت الفراغ، فمعظمهم يعتبر هذا الوقت مُلكهم، فلهم حريّة التصرّف به كما يشاؤون، فيرفضون أيّ قيود أو رقابة عليهم من قبل الأهل. وللأسف منهم المتمردون على الواقع بكل أشكاله، رافضون كل شيء لا يتماشى مع زمنهم أو يحد من حريّتهم. ومن الأمثلة البسيطة لسوء استغلالهم للإجازة نوم النهار وسهر الليل بدون مبرر ولا استمتاع بحياتهم، مما يؤثر سلباً عليهم ويدخلهم في حالات الاكتئاب والأمراض النفسيّة والملل والفراغ وغيرها، نظراً لكون الفراغ من أهم العوامل المساعدة في الانحرافات السلوكيّة لدى الشباب.
ولا يمكننا إلقاء اللوم على الشباب والشابات فقط، دون تحميل جزء كبير من المسؤولية على عاتق الأهل ، . فمن الطبيعي أن يتمرّد الأبناء على أهاليهم وخاصةً المراهقين منهم، بسبب اختلاف طريقة تفكير كل جيل منهم، ولكن دور الأهل هنا يكمن في محاولة كسب أبنائهم في صفّهم وليس تنفيرهم منهم، لئلا يقوم ضعاف النفوس باستغلال ذلك لصالحهم والتضليل بهم. فالأبناء بحاجة لحوار ومتابعة دائمين واعتبار أهلهم ناصحين وأصدقاء لهم، لا للتخويف وفرض السلطة الأبويّة بالغصب، فهم بذلك لن يتقبلوا ما سيقوله الآباء وسيعاندون.
وتوسعة هذه الفجوة بين الأبناء والأهل في هذه الأوقات تحديداً مؤشر يدعو إلى القلق. فاليوم أصبحنا أمام معضلة كبيرة وهي التطرّف الفكري وتجنيد الشباب عبر المواقع الإلكترونية. لذلك، يجب علينا كأولياء أمور التنبّه بشكل كبير لسلبيّات ومخاطر الفراغ على الشباب والشابات في الوقت الحالي، فعدم وجود مناعة فكرّية تقي العقول من اللّغو والإفراط الفكري قد تعطي الفرصة لأعدائنا باستغلال عقول أبنائنا والاستفادة منها والخروج بقناعات وثوابت فكريّة تخدم أهدافهم. خاصةً في حال عدم وجود التوعيّة الأبويّة الكافية وإعطاء الثقة المفرطة لأولادنا، فالأهل بذلك دون أن يشعروا قد يكونون أهم أحد الأسباب التي تدفع بأبنائهم إلى التطرّف أو تعاطي المخدرات.
وقد قامت عدة جهات منها وزارة التعليم ومراكز الأحياء بمبادرة للقضاء على الفراغ في ظلّ هذه الإجازة الصيفيّة الطويلة، من خلال إطلاق برنامج «إجازتي» والذي يُتيح للطلاب والطالبات استثمار أوقاتهم خلال هذه الفترة بما هو مفيد. ومن الأهداف الأساسيّة لهذا البرنامج التركيز على جوانب تطوير الشخصيّة من خلال إتاحة فرص للعمل الصيفيّ والتطوّع، بجانب التركيز على الجانب الترفيهي من خلال إنشاء وتأهيل الأنديّة الرياضيّة وإتاحة الفرص للسياحة والتعرّف على الأماكن التراثيّة في المملكة .
ختاماً، إنّ الإجازة الصيفيّة فرصة لا تعوّض وهي أيام من العمر تمضي، فيجب الحرص على اغتنام الفرص فيها واستغلالها بما هو مفيّد. وعلى الأهل مساعدة أبنائهم على ذلك من خلال توفير البيئة المناسبة لهم وتشجيعهم على ذلك، بدلاً من التغاضي عن السلوكيات الخاطئة المتّبعة خلالها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store