رجال أمننا.. خط أحمر

الأمن عصب الحياة ، وضابط تحولاتها ومُتغيراتها ، وضامنٌ - بعد الله- كينونة المُجتمعات ، وقد نص عليه الحديث حيث قيل : «الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان « وعدَّها من النعم التي تستوجب الشكر، ويقوم على حفظه رجالٌ نذروا أنفسهم خدمة لوطنهم ومجتمعهم جراء تعرضهم للإصابة أو الموت في أي لحظة، فهم يخرجون من بيوتهم مودعين أُسرهم لا يدرون هل سيعودون لها أم لا؛ فهل بعد هذا تضحية ؟ أم بعد ذلك إيثار ؟ ولكم أن تتخيلوا العيش لحظة بدونه.
قادني للمقدمة أعلاه إنشاء أحد الحاقدين لهاشتاق على موقع التواصل الاجتماعي « تويتر « تحت عنوان : شُرطي يسحب فتاة « حيث حاول من خلاله الإساءة لرجال الأمن مُستغلاً هذه الوسيلة التي تُعد المملكة متصدرة دُول العالم في استخدامها ؛ حيث أوردت صحيفة عكاظ في عددها 5503 «أن مُنشئ الوسم أرفق تسجيلاً مصوراً وعلق عليه بقوله «شرطي يسحب فتاة في أحد الأسواق، ولكن بعد وصول الهاشتاق إلى قائمة الترند العالمية، تحول فجأة ضد ما كان مخططاً له، خصوصاً بعد اكتشاف حقيقة أن الفتاة التي ظهرت في المقطع عاملة إفريقية هاربة من كفيلتها، ومتهمة بالسرقة، حيث بدأ المغردون في الدفاع عن رجال الأمن، فيما تداول آخرون تغريدات حاقدة متطرفة لمنشئ الهاشتاق، يصف من خلالها أن محاكمة الإرهابيين تعتبر نقطة سوداء كما ترحم على قتلى تنظيم القاعدة ووصفهم بالاستشهاديين» !! ،فإذا عُرف السبب بطل العجب.
إن مثل هذا التوظيف السلبي من البعض ضد رجال أمننا كشف لنا أن مثل هذه الحِيل الفاشلة لن تنطلي على أبناء وطننا، وما تصدِّي المغردين لهذا الكذَّاب الأشِر إلا شاهد إثبات على وطنيتهم وتقديرهم الجَمَّ لحماة أمنهم، ووقوفهم بفكرهم وكتاباتهم لتعزيز دورهم على الأرض، وإيمانهم التام بأن المواطن هو رجل الأمن الأول – كما هو تعبير رجل الأمن الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز – ولعل من نافلة القول أن نُحذِّر من الانجراف لبعض المواقع المشبوهة التي لا همَّ لها إلاَّ نحن السعوديين، حتى يُخيِّل لك أن العالم بمشاكله يأتي ثانوياً مع ما هو عندنا.!!