Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نحن والآثار

يبدو أننا ما زلنا نعيش أزمة هوية مع الآثار الموجودة في بلادنا،، ويبدو أن تياراً قوياً مازال يتمنى أن يتعامل مع الآثار بحلول طالبانية تشبه تعامل طالبان مع تمثالي بوذا العملاقين في أفغانستان، لم يكن هذا

A A
يبدو أننا ما زلنا نعيش أزمة هوية مع الآثار الموجودة في بلادنا،، ويبدو أن تياراً قوياً مازال يتمنى أن يتعامل مع الآثار بحلول طالبانية تشبه تعامل طالبان مع تمثالي بوذا العملاقين في أفغانستان، لم يكن هذان التمثالان بالنسبة لبلايين البشر إلا عملاً فنياً وتراثاً ثقافياً ترقبه الإنسانية باحترام وانبهار، أما بالنسبة لطالبان فلقد كانا مجرد صنمين لا يستحقان سوى الهدم والتدمير.
الآثار في بلادنا ليس فيها أصنام والحمد لله ومع ذلك نجد أن تعاملنا معها لا يزال مشوباً بالحذر والخجل والاستحياء، قليل منا يعرف شيئاً عن مدائن صالح والأخدود ودومة الجندل، وقليل منا يعرف شيئاً عن عين زبيدة وعن الآثار التي اكتشفت في الربع الخالي وعرض بعضها في معارض خارجية لاقت الاستحسان والإعجاب من كل من شاهدها،،ولا تسل عن الآثار النبوية في مكة المكرمة والمدينة المنورة فلقد لقي معظمها مصير الاندثار إما بسبب الإهمال وعوامل الزمن وإما بسبب الحاجة الى توسعة الحرمين الشريفين وهو هدف نبيل تهون الى جواره التضحيات وإن كنت أظن أننا لم نبذل جهداً كافياً لتلمس الحلول المعمارية الابداعية التي توازن بين الحفاظ على روح الماضي ومتطلبات الحاضر والمستقبل.
مدائن صالح كما بلغني-لأني مع الأسف لم أشاهدها حتى الآن- أكثر عظمة وأثمن تاريخياً من البتراء في الأردن التي يفد إليها السياح من كل حدب وصوب، ودومة الجندل، التي تعرف عند الغربيين باسم ادوماتو، هي أقدم مدن العالم المأهولة بلا انقطاع كما أخبرني بذلك الأخ الصديق الدكتور زياد بن عبدالرحمن السديري وكان يمكن لهذه المواقع وغيرها أن تشكل مراكز جذب سياحي وثقافي وعلمي يستفيد منها ويستمتع بها عموم المواطنين والزائرين..
لقد آلمني أن يكون المظهر السياحي الوحيد في جبل الرحمة أو في غار حراء هو بضعة جِمال هزيلة يمتطيها الزائرون ويسوقها أطفال صغار دون أي استفادة من المناسبة لاستلهام القيم النبيلة أو الاستزادة من العلم النافع أو التقاط العبر والعظات.
علينا أن نحسم تناقضنا الفكري والثقافي فإما أن نولي آثارنا ما تستحقه من رعاية ونروِّج لها في الداخل والخارج ونسهِّل سبل الوصول إليها، والاستفادة منها، وإما أن نكون صرحاء مع أنفسنا ومع العالم ونعترف بعجزنا عن التعامل مع هذا التراث الإنساني.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store