Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القرآن أولاً..

المشكلة التي يعاني منها عالمنا الإسلامي بأكمله ، وهذا التشتت والتشرذم ، وهذا الإرهاب باسم الدين ،وتلك الجماعات والمنظمات الإرهابية، وهذه المذهبية البغيضة ، وهذه الانقلابات التي نراها ، وهذا الفلتان ال

A A
المشكلة التي يعاني منها عالمنا الإسلامي بأكمله ، وهذا التشتت والتشرذم ، وهذا الإرهاب باسم الدين ،وتلك الجماعات والمنظمات الإرهابية، وهذه المذهبية البغيضة ، وهذه الانقلابات التي نراها ، وهذا الفلتان الأمني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من البلدان جميعها يعود إلى أن بعض المسلمين قدموا تفسير بعض الأحاديث على القرآن . هذه هي الحقيقة التي لا يريد البعض فهمها. القرآن لا يحتاج إلى تفسير فهو يفسر نفسه بنفسه. القرآن الكريم يُقدَّم على تفسير الحديث وليس العكس. التناحر الذي يحصل بين المذاهب هو تناحر بسبب أحاديث يقول البعض من أساتذة الحديث أن البعض منها ضعيف ،والبعض الآخر موضوع ،والبعض الآخر لا صحة له، والصحيح منها تم تفسيره وفق ذلك العصر الذي فسرت به ولو كان أئمة المفسرين لتلك الأحاديث يعيشون في عصرنا الحاضر لتغيرت تفسيراتهم جذرياً.
إذن أين المشكلة؟! المشكلة تكمن في هجر البعض للقرآن الكريم، كلام الله وليس كلام البشر، ولذلك لا يمكن أن يتغير أو يأتي أي شخص كائناً من كان ليقول لنا أن هذه الآية ضعيفة أو غيرها. القرآن الكريم يجب أن يكون هو دستورنا ومرجعنا إذا أردنا أن نتخلص من هؤلاء الذين فهموا الدين من خلال تفسيرات الأحاديث وليس من خلال القرآن وآياته الحكيمة؟!.
تحكيم القرآن ونصوصه وأحكامه وغربلة الأحاديث كفيلة بإزالة اللبس الذي يكتنف بعض الأحاديث ، والتي سببت لنا خروج متطرفين انتقائيين يأخذون بأحاديث ضعيفة أو موضوعة ويتركون قرآناً عظيماً يواكب كل زمان وكل مكان . الإرهاب يا سادة هو نتيجة للبعض من الأحاديث التي لم تثبت صحتها وتبنتها جماعات متطرفة وفسرتها على أهوائها بل استغلت تلك الأحاديث الاستغلال الأسوأ لكي تمارس تطرفها وإرهابها . ولكي نثبت أننا نأخذ بأقوال الأئمة الذين هم بشر خلقهم من أنزل القرآن ونترك كلام الله وبخاصة ما أثاره البعض من لغط حول قتل الابن لوالده؟! إلى غيره من الجدل ،والذي لو رجعنا للقرآن لوجدناه واضحاً وضوح الشمس لا نحتاج إلى الرجوع للأئمة لأنه واضح بكلام الله سبحانه قال تعالى ( من قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) . هذا مثال واحد من الأمثلة والتي سببت حوادث إرهابية بقتل الأبرياء من المسلمين وقتل الأقارب وغيرهم . نخلص إلى القول أن علماء الأمة والمجمع الفقهي عليهم مراجعة جميع الأحاديث وحذف الضعيف منها والموضوع مما يتعارض مع القرآن الحكيم وآياته وأحكامه فلا يمكن أن يقدم تفسير أئمة بشر خلقهم الله على كلام الله؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store