الخائفون من الإبداع !!

• أكثر ما يلفت نظرك في عناوين معظم أبحاث رسائل الدكتوراه في جامعاتنا السعودية هو استغراقها الشديد في الماضوية ، وابتعادها الأشد عن البحث الجاد في الحاجات المعاشة ؛ والمشكلات الحياتية المعاصرة الخاصة ببلادنا ومجتمعنا وبيئتنا وصحتنا وأمننا ومستقبل أبنائنا . لن أسرد لكم عناوين دكتوراه (مضحكة) تنفق جامعاتنا وقتها ومالها في مناقشتها بلا طائل ، بل سأكتفي بالقول إن مشكلات مثل ( الجفاف ، التصحر ، قلة المياه ، تناقص النفط ، ندرة الأمطار وقلة الزراعة ، فضلاً عن الإرهاب والتطرف ) لم تتغير منذ قرون لأنها لم تُحل ، بل إن بعضها لم يناقش أصلاً !.
• الدعاء المجرد لن يحل مشاكلنا ، وانتظار الحلول من الغرب ( الذي نجتهد في الدعاء عليهم وعلى أبنائهم بالهلاك والزوال ) لن يحلها أيضاً ، لأن الغرب (المشغول بمشاكله ) لا يعاني مما نعاني منه .. وطبقاً للقاعدة التي تقول إن الحاجة هي أُمُّ الاختراع ، فإننا أكثر أهل الأرض حاجة لدراسة التفكير الابداعي ؛واختراع حلول ابداعية لمشاكلنا القديمة جداً والمتراكمة جداً ، بطريقة إبداعية وشجاعة .
• الأمر ليس مستحيلاً ، والإبداع الذي يخشاه البعض لم يعد أمراً خاضعاً للصدفة، بعد أن قررت جامعة Buffalo State) ) الأمريكية تدريس هذه المادة كتخصص مستقل يستطيع دارسوه حل المشكلات بطرائق مبتكرة تقع خارج أطر صناديق التفكير العادي والمألوف . تقول رئيسة قسم علم الإبداع في الجامعة : « بالطبع لن يصبحوا كلهم ( ستيف جوبز ) لكننا سنعمل على تغيير طريقة وزاوية رؤيتهم للأمور ، لكي يفكروا في مشكلاتهم بطريقة مختلفة ومبدعة .
• مشاكلنا الوجودية لن تحلها أبحاث اللغة والشعر والفقه والتاريخ .. نحن بحاجة ماسة لتدريس الإبداع كما يحدث في Buffalo State ، ومباشرة أزماتنا القديمة بشجاعة وإبداع.. فالخائفون من الإبداع قد ينجحون في بناء مدن تقليدية ، لكنهم لن يستطيعوا بناء حضارات أبداً.