Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

خُذُوا زينَتَكُمْ

قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) «31 سورة الأعراف»، هذا أمر من الله سبحانه وتعالى للمسلمين

A A
قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) «31 سورة الأعراف»، هذا أمر من الله سبحانه وتعالى للمسلمين كافَّة في مشارق الأرض ومغاربها، ويُؤخذ منه الحضُّ على التجمُّل عند الذهاب للصلاة في المسجد، وإن كان واردًا على سبب خاص، فالاعتبار بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، والزينة ما يتزيَّن به الناس من الملبوس لأهل العوام، وأمروا بالتزيّن عند الحضور إلى المساجد للصلاة، والطواف. وقد استدلَّ بالآية على وجوب ستر العورة في الصلاة.
لقد بلي بعض الناس في هذا الزمان، حيث يأتي إلى المسجد بهيئة غير حسنة، أو بملابس النوم، أو الرياضة، أو حتَّى بملابس ضيِّقة، أو غير نظيفة، أو بملابس حرفته، أو برائحته الكريهة، والدخول إلى المسجد قبل إزالتها، وهو لا يستطيع أن يقابل بها الناس لو زاروه في بيته، فإذا زاروه في بيته يلبس لباسًا آخر يناسب المقام والحضور، أو حتَّى إذا دُعي إلى مناسبة، فإنَّه ينتقي، ويتجمَّل بأفضل ما يملك من ملابس وزينة، فكيف به وهو يذهب إلى بيت الله، ويقف بين يديه خيفةً وتضرعًا، وهو بهذا الحال دون وعي، أو بجهالة بعظيم المكان والموقف، والرسول صلَّى اللهُ عليه وسلم حثَّنا على التأدُّب في المساجد؛ لأنَّها من أحب البقاع إلى الله، وأشرفها منزلةً، ومَن تعلَّق قلبه بها أظلَّه الله تحت عرشه يوم القيامة، ففي الحديث المتفق عليه: (مَن أكلَ الثومَ والبصلَ فلا يقربنَّ مسجدَنَا، فإنَّ الملائكةَ تتأذَّى ممَّا يتأذَّى منهُ بنُو آدَم) فاحذر من أذيَّة المصلِّين، وملائكة الله المقرَّبين، وأعلم أنَّ حُسن المظهر، وجميل اللباس، وطيب الرائحة؛ رغَّب الشرع فيها عند أداء الصلاة، وحثَّ على الالتزام بها.
أتمنَّى من أرباب الأسر، وأئمة المساجد حثّ الناس ووعظهم وتوعيتهم على هذا الأمر وأهميته، وصحيح أنَّه لا يبطل الصلاة، ولكنَّه منظر لا يتفق مع تعاليم ديننا وفقهنا الحنيف، ولا حتَّى مع أعرافنا وتقاليدنا، ويجب على كلِّ مسلم أنْ يحسنَ التعامل مع المساجد، بما يتناسب مع منزلتها وقدرها عند الله، ورسوله، وكافَّة المسلمين، قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ، رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مّن فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) «36 سورة النور».
#هدفك_مستقبلك
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store