Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الهوية والانتماء

أحداث المنطقة والعالم المشتعلة، والتي ارتفعت حدّتها في الآونة الاخيرة تستدعي منَّا جميعًا رفع مستوى الوعي الأمني والوطني؛ لنعرف مَن نحن؟ وإلى مَن ننتمي وما أهميَّة استشعار معاني الوطنيَّة الحقيقيَّة.

A A
أحداث المنطقة والعالم المشتعلة، والتي ارتفعت حدّتها في الآونة الاخيرة تستدعي منَّا جميعًا رفع مستوى الوعي الأمني والوطني؛ لنعرف مَن نحن؟ وإلى مَن ننتمي وما أهميَّة استشعار معاني الوطنيَّة الحقيقيَّة.
نعم.. نحنُ جزءٌ من العالم العربيّ والإسلاميّ، بل قلبه النابض بالحياة، لكن لا يعني هذا أن ألغي هويَّتي الخاصة بي، وأنا مصدر القوة والأمان، وكلّ العالم الإسلامي ينظر للمملكة بأنَّها صِمَام الأمان، ثمَّ تلاحظ تصرّفات غريبة، وردَّات فعل عجيبة من بعض أفراد المجتمع السعوديّ تستدعي التساؤل، والاستغراب، اتَّضحت بشكل واضح جليٍّ في أحداث تركيا مؤخَّرًا، والتي جعلت مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل وتيرتها من قِبل السعوديين أكثر من الأتراك أنفسهم.
سؤال بريء أدفعُ به لهؤلاء المتحمِّسين لتركيا بشكل مبالغ فيه: هل رأيتم أهل تركيا تفاعلوا مع أحداث الوطن، ومحاولات الإرهابيين النَّيل من أمننا في أحبِّ وأقدسِ الأماكن؟ أم ألغينا عقولنا إلى هذه الدرجة؟ لماذا نهتمُّ بالآخرين، ومشكلاتهم أكثر من اهتمامنا بالوطن وهمومه؟
نحن بحاجة إلى أن نذكِّر بَعضنَا دومًا بأنَّ الوطن أولاً، والانتماء إليه شرف لابدَّ أن نتغنَّى به، ويكون وسامًا على صدورنا.
ألا يستحقُّ رجال أمننا أن نشيدَ بهم، ونتغنَّى بإنجازاتهم في حماية حدودنا؟
تحية إكبار وعز وفخار لشهداء الواجب على حدودنا الجنوبيَّة، دماؤكم الزكيَّة تعطِّر المكان، وأسماؤكم سنخلِّدها في وجدان تاريخنا العريق، الحافل بالفخر والعزِّ والكرامة.
ألا تستحق القيادة الحكيمة أن نشيدَ بها، وبقوّتها، وحكمتها في مواجهة التطرُّف والإرهاب؟
ألم نسمع كلمات وزير الخارجيَّة عادل الجبير في بروكسل عندما ردَّ على مسؤول إيراني في معهد إيجمونت، وهو يتحلَّى بالحكمة في حديثه، والهيبة في صمته، وبإرث سياسي دبلوماسي عريق، وقد أعطى معلومات مفصَّلة وسلسة عن دعم طهران للإرهاب على مدى عقود.
لتُدار الأحاديث في مجالسنا الخاصَّة والعامَّة في بيوتنا، ومقاهينا، ونوادينا الثقافيَّة، وبين شبابنا وأهلينا عن هذه الإنجازات، وهذه المكانة العظيمة والكبيرة للوطن، ورجاله، ونسائه، فنحن أهل الفخر والعز، ونحن أقوياء بالله جلّ وعلا، الذي أعطانا من فضله بعيدًا عن التخاذل والضعف، فهذا ثوب لا نعرفه.
ليبقى الوطن شامخًا عزيزًا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store