Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من أجل أمن الوطن

تكالبت علينا الدول، وتباينت ردود أفعالها ما بين حاقد وحاسد، إلاَّ ما رحم ربي، وتزايدت شرورها، وكثرت مؤامراتها نحو بلد آمن، أكرمه الله بوجود الحرمين الشريفين، وشعائره المقدسة، وأنعم عليه بخدمة الإسلام

A A
تكالبت علينا الدول، وتباينت ردود أفعالها ما بين حاقد وحاسد، إلاَّ ما رحم ربي، وتزايدت شرورها، وكثرت مؤامراتها نحو بلد آمن، أكرمه الله بوجود الحرمين الشريفين، وشعائره المقدسة، وأنعم عليه بخدمة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كما أنعم الله عليه بخيرات كثيرة من موارد طبيعيَّة، وثروات غنيَّة، جعلت منه ملاذًا للقاصي والداني، والراغب في تحسين مستوى معيشته، وتحسين أحواله، سواء على مستوى الأفراد أو الدول، فكان نعم البلد المعطاء دون مَنٍّ أو أذى.
ملايين من العمالة الوافدة تمثل أكثر من ثلث سكان الوطن قدمت لتخدم في بلادنا، من أجل الكسب المشروع، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة التي تعيشها بلادنا، ولتحسين أوضاعها؛ لتكون مصدر خير وبركة لأوطانها، وبذا أصبحت المملكة مطمح معظم الدول في العالم في إرسال عمالتها، من أجل الحصول على تحويلات وافديها من العملة الصعبة لتطوير اقتصاديَّاتها، ولانعكاس الرفاه والرخاء على شعوبها.
رغم كل ما تقدِّمه هذه الدولة المباركة من مساعدات ومساهمات إنسانيَّة تجاه دول العالم، عربيَّة، وإسلاميَّة، ودوليَّة، وخدمات إنسانيَّة دون المطالبة بالمقابل؛ إلاَّ أنَّنا نعيش في عالم متناقض، أعمته المصالح والسياسات الظالمة، التي تأخذ ولا تعطي، وتقابل الإحسان بالإساءة والجحود، وتحاول جاهدة أن تستولي على خيرات هذا الوطن بأبخس الأثمان.
المواطن السعودي هو محور قضيتنا في هذه الأوقات العصيبة، التي تتطلَّب منّا التعاضد والتماسك، وتكوين جبهة داخليَّة تجاه كل من يحاول النَّيل من بلادنا، وأن ندرك -كشعب- كلَّ ما يُحاك ضد المملكة من مؤامرات، ودسائس، وفتن، ونشر للشائعات المغرضة، التي تحاول جاهدة في تفكيك الجبهة الداخليَّة، وإثارة الشعب السعودي النبيل، أو النَّيل من مقدَّراته ومكتسباته التي كوَّنها عبر عقود من الزمن تحت رعاية حكومة راشدة، وسياسات حكيمة، معتمدة على رعاية الله، ونهج قويم، وهو التمسك بكتاب الله، وسُنَّة نبيِّه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وما تعوّد عليه أبناء هذا الوطن من طاعة الله، وأوامر سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- ومن الأعراف والتقاليد السمحة التي تتبع شرعنا الحنيف في طاعة ولي الأمر، والسمع والطاعة، والبُعد عن الفتن والأهواء، والسير في طرق الزيغ والضلال.
شبابنا من مدنيين وعسكريين هم مصدر قوتنا في حفظ مكتسبات هذا الوطن، وحبهم لبلادهم وحماية أوطانهم هو مصدر فخر واعتزاز لكل سعودي، وحب الوطن فطرة هم مجبولون عليها منذ عمّ الإسلام أرجاء هذه البلاد المباركة، وسوف يقف شبابنا سدًّا منيعًا -وبكل قوة وثبات- تجاه كل من يحمل الشر، أو يلحق الضرر ببلادنا، وهم يمثلون خط الدفاع الأول الذي نعتمد عليه -بعد الله- في دفع الضرر في الداخل أو الخارج، نعم: سيقف كل مواطن غيور ومخلص ومحب لله ورسوله لكل حاقد وحاسد، وكل ذي شر في أن يقوم بعمل دنيء يلحق الضرر بالبلاد والعباد.
نناشد شبابنا في أن يكونوا على علم ودراية بكل ما يدور حولنا من دسائس وفتن، وشائعات تنقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو الأفراد أو الجماعات، وأن يحرص الجميع على عدم نقل الأخبار الكاذبة، أو الشائعات المغرضة، أو الاتهامات المشككة، أو بأي من الوسائل التي تلحق الضرر ببلادنا، أو حكامنا، أو علمائنا، أو أمن بلادنا، وأن نكون مشاعل من نور يقتدي بها الآخرون. نسأل الله أن يرد كيد الكائدين، وحسد الحاسدين في نحورهم، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، حفظ الله بلادنا من كل مكروه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store