Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الوجود والعدم تحالف الفأر والفزاعة

فوق تلك الدول الدامية من الكرة الأرضيَّة، أبت جنادل الاستبداد إلاَّ الإفراط في بطشها، فاكتست مواسم الحقِّ سوادًا.

A A
فوق تلك الدول الدامية من الكرة الأرضيَّة، أبت جنادل الاستبداد إلاَّ الإفراط في بطشها، فاكتست مواسم الحقِّ سوادًا.
فوق تلك البقاع الدامية كان انقلاب الموازين رأسًا على عقب واضحًا جليًّا.. وبات كلٌّ يُحَبِّر شرعته وقانونه، فغلب الهوى رأي الحكمة والمنطق، إلى اللاَّمنطق المطلق بكلِّ جبروته، وظلاله، واستبداده.
فوق تلك الدول الدامية من الكرة الأرضيَّة تسيَّد بارانويا «الأنا»، وتحصَّن خلف الأسوار المنيعة؛ ليسطِّر من جحره تاريخ الضدِّ والضدِّ.. وأضحى.. الحقُّ تجاوزًا.. والعدلُ تهاونًا.. والحريَّةُ انفلاتًا،.. وأنا ومن بعدي الطوفان.
الطَرْقُ فوق الرؤوس مؤلمٌ، إلاَّ أنَّ هامة اليقين تبقى الشاهد الصامد أمام حقول استحال غراسها، بين الفراغ وظلِّه مستنقعًا يلتهم الأرض ومن عليها.
هناك.. اتَّجه الزمنُ صوبَ الالتفاف حول نفسه.. واختفت من الحياة مظاهرها.. ولم يبقَ منها إلاَّ ليلٌ حالكُ العتمة.. وعيون ترقب عناقيد الفتك.. لا تعلم من أيِّ صوب سيُفتك بها، وبأيّ سلاح؟! فالحياة والموت أضحيا مشيئة العبد لا الرب!!.
فوق تلك الدول المتَّشحة بالدم.. أسفر الليلُ عن أرض خواء اتَّسعت عتمته.. خلي المكان، وتلاشت الأصوات المستجيرة إلاَّ من عويل فوق ركامها، وأيادٍ تنبش عن عيون ذابت تحت الرماد.
الفأر من جحره يصول ويجول، وفزَّاعة الحقل تمدُّ أذرعتها إلى الفضاء.. صورة الإبادة كانت المشهد الماثل على أرض الواقع.
أدرك المصفِّقون لجحافل الموت تلك، أنَّ ما يحدث ليس وهمًا.. وأنَّ الفزَّاعة لم تكن سوى تنينًا سيحرق أخضرهم ويابسهم.
وأن العصافير التي حطَّت أسرابًا فوق أكتافها ليست إلاَّ طيورًا جارحةً، تقتاتُ من الأجساد المتناثره!!.
فوق تلك الدول المتِّشحة بالدم.. الأجسادُ واهنةٌ، والأنفاسُ لم يبقَ منها إلاَّ بضعُ زفراتٍ توشك أن تنقطع.. طريق مجهول معتم..
وخيار أحلاهما علقم.. إمَّا الحصار والموت جوعًا، أو الاستسلام والموت ذلاًّ..
أين المفر، والأرض لم تعد لهم ملاذًا، ولا السماء ظلاًّ؟!
بين الوجود والعدم لم يستثنِ الفناء روحًا، والحصاد المر أينع عن تحالف الفأر والفزَّاعة!!
الفأرُ يطل برأسه متحيِّنًا ساعة الخلاص..
الجحرُ ضاقَ مخرجُه..
رائحةُ الدماء تعجُّ في المكان..
الفزاعةُ منتصبةٌ في مكانها
الطيورُ الجارحةُ تحومُ حولَه.
متحيِّنةً هي الأخرَى ساعةَ الفتك به.
وكما تدينُ تُدانُ.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store